لا أدري عن أي تعاون وتنسيق تحدث رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، مع الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت ؟ .. والخرطوم لا تعير اتفاق السلام السوداني الذي رعاه وجعله واقعاً سلفاكير وحكومته أدنى اهتمام !!.
للمفارقة قبيل ساعات قلائل من هبوط البرهان جوبا .. كانت الاخيرة أعلنت رسمياً – وللمرة الاولى – عدم رضاها عن سير انفاذ اتفاق السلام.. وتضجرت من تعاطي السودان مع الملف.
مؤشر خطير ، وقد ينحرف بعلاقات البلدين ، اثر تجاهل الخرطوم المتعمد لمسارات الاتفاق، خاصة الشرق .. مما دفع الوساطة لاستدعاء قادة المسار خالد شاويش وأسامه سعيد .. واطلاقها صافرة انذار من انهيار الاتفاق برمته.
قالها صراحة الوسيط توت قلواك إنابة عن سلفاكير : ( مامبسوطين من سير تنفيذ الاتفاق) .. وأعلن رفضهم تجزئته .. بل حذر السودان من الاخلال بمسار الشرق.. ان الأمر غير المرئي أن تبايناً
كبيراً داخل الحكومة – ان لم يكن صراعاً
بشأن طرائق تنفيذ اتفاق جوبا.
الشواهد على ذلك كثيرة .. أبرزها تغييب مسار الشرق عن مجلسي الشركاء والوزراء دون مبرر مقنع .. التفاف الحكومة على اتفاق الشرق نفسه .. بحيث تعلي من شأن الملتقى التشاوري لأهل الشرق.. بينما هو نص في الاتفاق وليس كله.
والأمر الاخطر هو الاتهامات التي طالت جهات بالمكون العسكري بدعمها مالياً للمناهضين للاتفاق.. وكذلك ترشيحها لذات العناصر لعضوية المجلس التشريعي.
ينطبق على مسار الشمال ذات الطريقة المعوجة التي تتعامل بها الحكومة مع مسار الشرق .. فقد هدد موقع اتفاق الشمال ، بنيل نصيبهم من السلطة عبر قوة (السلاح) لا حجة (السلام).. مؤكداً بذلك عجز وانعدام هيبة الدولة.
الحكومة كما قال خالد شاويش تلعب بالنار .. ونضيف لحديثه أنها لا تدرك خطورة الموقف في الشرق .. وهشاشة الاوضاع وحالة الاحتقان السياسي في كسلا .. خاصة وان الحكومة في حاجة ماسه لـ (صداقات) لا (عداوات).
الغريب في ذات الصدد ان قادة الجبهة الثورية الذين زعموا بقومية القضايا التي تبنوها في (المفاوضات) .. ووصلوا السلطة عبر (المسارات) ،شغلتهم المناصب و (السيارات) من حراسة (الاتفاقيات).
هناك خلل بائن في طريقة ادارة ملف السلام .. الرؤية غير واضحة .. وفي تقديري أن جهات تحاول توظيف الاتفاق لاجندة خاصة بمناطق بعينها .. وتنظر للانتخابات .. هذا ان مضت الامور بسلاسة نحو محطة الاستحقاق الدستوري.
طريقة (الغتغته والدسديس) ستضيع البلاد لا الشرق وحده.