لم تمر أيام على الاداء المحير للسيد وزير الثقافة والإعلام في اول ظهور رسمي له بعد تعيينه وهو يتلو قرارات اجتماعات ال٧٢ ساعة لمجلس الوزراء، وهو اداء اقل ما يقال عنه انه خصم من قيمة المخرجات والقرارات نفسها ولم يمنحها ما تستحق من أدوات تجميل اللغة رصانة وبلاغة وجزالة، لم تمر أيام الا وتفاجأنا بضربة تانية على الرأس وضربتين على الدماغ توجع، لكن هذه المرة بطلتها الدكتورة مريم الصادق وزير الخارجية في ثاني زيارة خارجية لها الى دولة مصر الشقيقة، وكدي في موضوع مريم ده ادوني مساحة أبذل فيها علامات التعجب والاستفهام وأية علامات تانية تجدد حيرتي واستغرابي، لسبب بسيط وهو انني اعرف مريم جيداً كما يعرفها الشارع السوداني، وهي متحدثة لبقة وشخصية مثقفة وصاحبة حضور قوي وتمتلك قدراً كبيراً من الشجاعة الأدبية. وأنا شخصيا حاورتها في حوارين تلفزيونيين مختلفين، ولم تكن أبداً ضيفة سهلة، بل على العكس هي من النوع الذي يترك اثراً وبصمة وتشدك للاستماع لها لان لديها دائماً ما يستحق الاستماع، ودعوني أقول انني قد تلمست لدى مريم وعياً مختلفاً لمسألة تعاطيها للعمل العام والسياسي بشكل خاص، وما اجراؤها لعملية ربط المعدة وإنقاصها لوزنها بشكل كبير الا جزء من هذه المعطيات، بل صرحت لي في حوارها معي في رمضان الفائت بان الشكل جزء مهم في حراك السياسي، وهي تريد ان تملأ حيزها بتأثيرها وليس بكيلوجرامات زائدة تعطلها وتكون عبئاً عليها وتحد من حركتها.. طيب إذا كانت هذه هي مريم التي نعرفها فمن تلك التي كانت تتحدث في المؤتمر الصحفي رفقة وزير الخارجية المصري وهي تقف مرتبكة ومتلعثمة، وعلي فكرة هذا الظهور الباهت الخجول كشفته ايضاً صورها مع الرئيس المصري السيسي، وقدكانت تجلس في وضع الانحناءة كأنها تلميذة في مكتب حضرة الناظر، ونست انها تمثل حكومة السودان، وهو وضع يفرض عليها ان تنجعص وتخلف كراعاً على كراع، وهناك مراقبون لا عمل لديهم الا مراقبة لغة الجسد والعيون.. طيب ما الذي حدث للسيدة وزيرة الخارجية؟ هو سؤال تجيب عنه الدكتورة نفسها لانني أبداً لست مع الذين يقولون انه تهيب للموقف، وهو تبرير يخصم منها لانها ليست تلميذة تؤدي دوراً في مسرح الدورة المدرسية.. هي وزيرة قادمة من رحم حزب كبير.. هي نائبة رئيسه وهو حزب يهز ويرز، وهي ايضاً سياسية تربت في منزل حكيم الامة الراحل الصادق المهدي، بل كانت مرافقة له، ولست ايضاً مع الذين يقولون ان المنصب اكبر من مريم لانه حكم متسرع رغم فجيعتنا في ظهورها الأول، ورغم ان مسح الصورة الذهنية للانطباع الاًول يحتاج لوقت وجهد ربما يكلف الوزيرة كثيراً.
اما السيد وزير الثقافة والإعلام وهي الوزارة التي سبقه عليها في يوم من الايام البروف علي شمو وعمر الحاج موسى وعبد الماجد ابو حسبو والسموءل خلف الله وحتى فيصل محمد صالح رغم انه لم ينجز شيئاً على مستوى ملفاتها المهمة، فماعندي حاجة اقولها ليه غير أدي الله وادي حكمته.
كلمة عزيزة
إذا صح التبرير الذي ساقته وزيرة الخارجية عقب الهجوم الكبير عليها فهو يكون تبريراً جانبه المنطق وفارقته الدبلوماسية. فيا دكتورة استمعي للمخضرمين من المستشارين في هذه الوزارة المهمة. أنت الآن في موقع مختلف تماماً عن مريم المعارضة التي كان يشفع لها هجومها على الانقاذ اي اندفاع او كلام ليس في محله.
كلمة اعز
كثير من المسؤولين يحتاجون الى دورات في الأتيكيت والبروتكول، ويحتاجون لمرافق يقول ليهم وليهن البس ده وما تلبس ده وده ما عيب ولا منقصة. والشخص في المنصب لا يمثل نفسه ولأ اسرته لكنه يمثل بلداً بحاله لا يجوز اللعب بسمعته او تشويه إطلالته للآخر وكلامي ده ما تابوه.