تحليل سياسي : الصحافة والحكومة .. التفاصيل والكليات ! : محمد لطيف
لقاء محدود جمع عددا من الصحفيين .. مع وزير رئاسة مجلس الوزراء .. بمبادرة منه .. المهندس خالد عمر الذى لم يكمل الإسبوعين بالكاد فى موقعه .. أن يحرص على لقاء الصحافة فى هذا الوقت المبكر .. يحسب له ولا شك .. وأن يحرص على أن يكون اللقاء ليستمع لا ليتحدث .. هو نهج يصب في صالح حكومته .. إن أخذنا فى الإعتبار أن الحقيبة التى يحملها الوزير الشاب .. هي المعنية ضمن مهام أخرى .. بالتنسيق بين كل الوزارات من جهة .. وبين رئاسة الحكومة .. فالوزير الذي يفترض أنه يعلم كل شيء .. هو فى الواقع لا يعلم شيئا .. والحكومة التي تفترض أنها يمكن أن تعمل بمعزل عن الرأي العام .. تكون قد إختارت أن تسير فى الظلام ..!
والصحافيون الذين إلتقاهم وزير رئاسة مجلس الوزراء ظهيرة الخميس .. أمس الأول .. بمقر الحكومة .. لم يبخلوا عليه بالملاحظات والآراء .. والنقد ايضا .. فإن ركز البعض على العموميات و الإستراتيجي في مهام الحكومة .. فقد غرق البعض في التفاصيل و أسهب فيها .. تباينت الآراء وحتى المواقف .. ولكن الإتفاق كان على أن هذه هي .. حكومة الفرصة الأخيرة .. وإن لم يقل أحد ذلك صراحة .. ولكن كل ما قيل كان يقود الى نتيجة واحدة .. وهي أن نجاح الحكومة الحالية من فشلها .. هو الذى يحدد مصير الفترة الإنتقالية برمتها ..ودار نقاش حول معايير الفشل والنجاح نفسها .. من الذى يحددها .. وما الذى يحددها .. بالنسبة للوزير كان مهما التأكيد على أن نقطة إنطلاقة الحكومة ستبدأ بلقاء مغلق يستمر لثلاثة أيام .. تنتهي اليوم .. تجيز فيها الحكومة خطتها لإدارة الدولة في القطاعات كافة ..وهي خطة كما فهم الحضور معنية بمسارين .. مسار تنفيذ بنود الوثيقة الدستورية .. من إقرار السلام .. الى إعداد الدستور .. الى إعداد قوانين التحول الديمقراطي وعلى رأسها قانون الإنتخابات .. ثم الإحصاء السكاني و.. تهيئة البلاد لإجراء الإنتخابات نفسها .. وهذا هو المسار طويل الأمد نسبيا .. أما المسار قصير الأمد .. أو العاجل فيلخصه الوزير خالد نفسه بقوله .. لا يمكن أن تحدث مواطنا جائعا أو غير آمن .. عن الإنتخابات .. عليه فإن الأولوية الآن لمعالجة تعقيدات المشهد الإقتصادي .. لجهة معالجة إشكالات معاش الناس .. والوفاء بإحتياجاتهم اليومية .. من غذاء وكساء ودواء .. مع كل ما يحقق ذلك من خدمات .. مع إيلاء الأمن إهتماما خاصا.. لقطع الطريق على أية محاولات تسوق لفكرة أن الديمقراطية هي الفوضي .. أو أن الثورات هي الطريق لإنهيار الدول .. !
إن رأى أحدهم أن يفرد حيزا خاصا لجانب من حديث المهندس خالد عمر .. تحت عنوان .. إعترافات خالد سلك .. على طريقة السوشيالميديا .. فيمكنه أن يكتب تحت هذا العنوان .. أن وزير الرئاسة سجل إعترافا مهما لصالح قطاع الخدمة المدنية برئاسة الحكومة حين أكد أن الموظفين يعملون بكفاءة عالية وتفانٍ ملحوظ .. و يكتب ايضا .. كيف أن السيد وزير الرئاسة أشار لعشرات المجالس المتخصصة التى تتبع لمجلس الوزراء .. دون أن يجد تفسيرا أو يرى سببا لذلك .. واعترف بأن بعض تلك المجالس لا تعدو أن تكون عبئا لا معنى له ..وأن بعضها ينبغي أن تتبع لوزارات الإختصاص..كما أن بعضها يجب أن تكون مؤسسات مجتمع مدني بالكامل لا صلة لها بالحكومة .. وأخيرا فقد اعترف سلك بأن قرار قوى إعلان الحرية والتغيير بمشاركة الأحزاب فى الحكومة .. كان هدفه أن تتحمل القوى السياسية مسئوليتها المباشرة والكاملة فى مواجهة قضايا الإنتقال .. وأخيرا جدا فقد إعترف سلك أنه قال للشيوعيين .. المنطق الذى تديرون به الحوار مع الحكومة ستكون نتيجته .. أننا سنكمل هذا الحوار فى السجون .. في إشارة الى أن موقف الشيوعي إنما يخدم الخط المناويء للثورة ..!