ومن الأخبار غير المطمئنة، أن يأتي مبعوث من قبل الاتحاد الأفريقي إلى الخرطوم، ليتوسط بين بلادنا وإثيوبيا حول ما أسموه بنزاع الحدود.. مثل هذا الخبر غير مُطمئن، وما كان يجب استقبال مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، وما كان يجب الترحيب به.. لقد سلّم ولد لبات رسالةً من رئيس المفوضية الأفريقية إلى وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، لبحث تخفيف التوتر..!!
:: ثم خرج مبعوث الاتحاد الأفريقي للإعلام داعياً حكومة بلادنا وإثيوبيا إلى خفض التوتر بينهما على خلفية (نزاع الحدود)، وحذّر من الحل العسكري لتسوية هذا النزاع، أو كما قال.. ولعلكم تذكرون، كنت قد حذرت حكومة بلادنا قبل أسابيع من مثل هذه المبادرات، وتحت عنوان (احذروا الفخ)، كتبت بالنص: هناك دول – يصفها البعض بالصديقة والبعض الآخر بالشقيقة – قد تسعى لتكبيل جيشنا بحيث لا يفرض سيطرته على كامل حدودنا..!!
:: نعم، قد يكبلون جيشنا بطرح مبادرات وتصريحات (مُريبة)، منها ما قد يسمونه بالتفاوض حول نزاع الحدود.. على حكومة بلادنا أن تكون على قدر عالٍ من اليقظة والانتباهة، فالأرض السودانية التي ينتشر عليها جيشنا- بالفشقة – ليست منطقة نزاعٍ، بحيث يكون هناك تفاوضٌ مع إثيوبيا حولها، ويجب مواجهة ولد لبات بذلك.. فلتحذر الحكومة فخ الوقوع في براثن المفاوضات حول ملكية الفشقة وكل الشريط الحدودي مع إثيوبيا..!!
:: هي أرض سودانية، ويجب تحريرها بالكامل، ثم السيطرة على كامل حدودها.. وعلى هذه الدول الساعية إلى تكبيل قواتنا المسلحة، أن تعلم بأن هناك اتفاقاً على المرجعيات والخرائط التي تثبت ملكية السودان لمناطق الفشقة، ولم تزعم الأنظمة التي تعاقبت على حكم إثيوبيا – طوال العقود الفائتة – بتبعية هذه المنطقة، بما فيها حكومة آبي أحمد التي تتلكّأ في وضع علامات الحدود وتُراوغ..!!
:: ولقد أحسنت وزيرة الخارجية عملاً بتأكيد أن السودانيين موحدون اليوم، أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، بشأن سيادتهم على كافة أراضيهم وأمنهم القومي، وكانت الخارجية الإثيوبية قد قسمت السودانيين إلى (كومين)، أحدهما مكون عسكري يُعيد انتشار القوات المسلحة في الفشقة، وآخر مكون مدني ضد هذا الانتشار، وهي مُحاولة بائسة لإثيوبية لشق الصف الوطني أمام عدوانها..!!
:: وأخبروا ولد لبات، إن كان لا يعلم، بأن التفاوض مع المعتدين قبل استرداد الأرض يعني إيقاف الجيش عن أداء واجبه، ويعني الاعتراف بحق المعتدين في الأرض.. وأخبروه بأن أكبر مستثمر في الفشقة هو نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، والذي جاء إلى الخرطوم – مهرولاً – ليحمي استثماره بالتفاوض ثم بالتخدير المسمى لجنة ترسيم الحدود، وعندما فشل في ذلك، استنجد بالاتحاد الأفريقي، بحيث يكون (مخلب قط)..!!
:: إن كانت ثمة تحذير أو مبادرة للاتحاد الأفريقي، فأولى بها إثيوبيا وليس بلادنا الصابرة على الحماقة الإثيوبية.. قد لا يعلم الاتحاد الأفريقي بأنّ جنودنا في الفشقة يتعرضون للقصف من عمق الأراضي الإثيوبية، وأن المواشي السودانية تُنهب تحت غطاء ما يسمونها بالمليشيات.. فالقضية التي أجبرت جيشنا على خوض معارك الفشقة (قضية عادلة)، ويبدو أنّ ولد لبات يسعى إلى تسويقها بحيث تكون غير عادلة وقابلة للتفاوض..!!