شكرا لطاقم (شركة بدر للطيران) الذي احبط محاولة تهريب 18كيلو ذهب امس الاول عبر الطائرة المتجهة الي دبي، اكدت الحادثة ارتفاع الحس الوطني لافراد (بدر) وسلامة ومهنية اجراءاتهم المتبعة ،ويقظة العناصر التي تتولي امر التدقيق في واحدة من اكبر واهم شركات الطيران في بلادنا.
ازعجتني جدا محاولات البعض استهداف سمعة الشركة، بدلا من ان يقولوا ل(بدر) شكرا جزيلا وهي تنقذ الموقف وتغطي بيقظة افرادها علي اخطاء جهات اخري تسربت الكمية المهربة من تحت بصرها وايديها وعبرت حتي وصلت الطائرة.
حسنا فعل المضيفان (هديل وهاني) وهما يسجلان نقطة تفوق اضافية لشركة بدر للطيران ، ويسددان رمية باهرة اثلجت صدور الجميع وجعلتهم يشعرون ان شركات الطيران بالسودان ما زالت بخير.
انتبهت المضيفة هديل بنباهة وشجاعة تستحق التقدير الي ارتباك احد المتهمين ودخوله المتكرر للحمام قبل ان تسقط (سبيكة) من تحت المقعد وتخبر كابتن الطائرة الذي اوقف الرحلة واستدعي امن شركة بدر لتقوم بضبط المتورطين بعد التنسيق مع الجهات الامنية الاخري .
الحادثة تفتح اعيننا علي كثير من الثقوب في جدار التامين داخل المطار، فالجهات الامنية مطالبة بالكشف عبر التحقيق الشفاف حول الطريقة التي وصلت بها كمية الذهب الكبيرة الي داخل الطائرة.
الطائرات داخل المطار مسؤولية السلطات الامنية، ولا اعتقد ان شركة بدر مسؤولة عن كيفية دخول الذهب المهرب ، ومن الواضح ان هنالك جهات او افراد سهلوا مهمة المهربين واوصلوا الذهب الي داخل الطائرة في سلوك فاسد ومستهجن ومرفوض لا تسأل عنه شركة بدر للطيران ولا اية شركة اخري استامنت اسطولها ارض مطار الخرطوم.
كان بالامكان ان تقلع الطائرة دون ان يشعر احد بالمهربين ، انتبه الطاقم لما فشلت فيه اجهزة الامن المدربة والمدججة بالاسلحة والصلاحيات الامر الذي يحتاج لوقفة وتحقيق عوضا عن الاحتفالات والكرنفالات بنصر لم يحققونه وجهد ليس لهم فيه نصيب.
ما حدث يستدعي تحقيقا جريئا في منظومة الجمارك وامن الطيران داخل مطار الخرطوم ويستوجب تقديم الشكر لشركة بدر وطاقمها علي جزيل صنيعهم وهم يؤدون مهام جهات اخري بكل حب ووطنية.
اتمني ان تواصل شركة بدر في عطائها المشهود فقد كانت الملاذ والسند في اوقات الشدة وحينما غاب طائرنا عن فضاءات العالم كان اسطولها يحلق في الاجواء رغم التعقيدات البائنة في صناعة الطيران، صمدت الشركة وتنوعت نجاحاتها ولعل هذه الحادثة المرتبطة بضبط المهربين هي الثانية اذ سبق ان كرم الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء الشركة عقب ضبط حالة تهريب مماثلة في وقت سابق.
شكرا لشركة بدر علي عطائها الوطني المتصل، حفظها الله من المكائد والحسد وابقاها سندا لوطن ينتظر منها الكثير.
علي الجهات التي حاولت انت تسرق جهد الشركة ان تراجع موقفها وتنصرف الي معالجة الثغرات التي ينفذ منها المهربون، شكرا لادارة شركة بدر واتمني ان يجد المضيفان التكريم اللائق.
صحيفة اليوم التالي