آراء و مقالات

همس الحروف _ القرصنة باسم القانون و تحت حماية الدولة _ الباقر عبد القيوم على

همس الحروف

القرصنة باسم القانون و تحت حماية الدولة

الباقر عبد القيوم على

الحلقة الثالثة

 

مازلنا نقف في ذلك المكان بمنعرج اللوى حينما بذلت دورية النجدة نصحها لمن ركلوا القانون بأقدامهم ولم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد ، ففي ذلك المكان استنكر كل الحضور الذين كانوا يوثقون تلك الهمبتة الليلة مسلك تلك المجموعة المتجبرة ، وحتى ذرات تراب الأرض في ذلك المكان كان يكتنفها عظيم الدهشة والاستغراب لما حدث أمامها من سلوك كان يخالف القانون و يجافي كل القواعد المهنية التي ترتب بها الشرطة بيتها الداخلي ، حيث تم في ذلك المكان اغتيال هيبتها من قبل ضابط يتبع لها اسماً و لكنه يبعد عنها كل البعد و عن قيمها السامية التى أنشأت عليها ضباطها .

لقد استعرضت في الحلقة السابقة تلك الظاهرة الغريبة وذلك السلوك العجيب الذي حدث في مسرح الجريمة من ذلك الضابط الذي انسلخ من جلده بحيث انه خالف وضع الاعتبار لدورية شرطة النجدة التي طالبته بإبراز قانونية الفعل الذي يقوم به، ولكنه قام بذُبح كبرياءها من الوريد إلى الوريد أمام جموع المواطنين حين رفض الانصياع لها و أخذ ساتراً لحماية قوته ، وفهم الجميع من ذلك السلوك أنهم يمكن أن يقوموا بالاشتبكاك معها ، بالرغم من انه كان يلبس الزي المدني ، و كان من المفترض أن ينصاع ويلبي طلب من يلبسون الميري الذين حضروا من أجل سلامة وحماية المجمتع ، حيث يمثل هذا السلوك مسلكاً غريباً لا يتوافق وأدبيات هذه المؤسسة العملاقة .

لقد قاموا بتهشيم زجاج السيارات الثلاث وحملوها على ظهور السحابات التي حضرت معهم وانطلقوا بها إلى جهة غير معلومة في مشهد أقرب إلى مشاهد الأفلام السينمائية التي تقوم بها العصابات الخطيرة ، ومازال صاحب هذه السيارات حاضراً تفاصيل كل ما حدث له على هاتف أحد جيرانه وهو كان يتمنى ويمني نفسه بالحديث مع ذلك الضابط الذي رفض الحديث مع أي إنسان في مكان الحدث .

جن جنون الرجل (ن .ع . أ) ، وكانت هنالك علامات استفهام كبيرة وكثيرة تدور داخل رأسه وتطرح عليه أسئلة كثيرة لا يستطيع أن يجد لها أية إجابات شافية أو منطقية ، فمن هم هؤلاء ؟ و من أين أتوا ؟ و ماذا أتوا ؟ و لماذا وقع عليه هذا الخيار الجائر دون غيره من بين (40) مليون مواطن ، أسئلة كثيرة تتصدر ناصية مخيلته ، فبدا كالمجنون في الاتصال بكل أصدقائه ومعارفه وأهله الذين يشغلون مناصب في الدولة عله قد يجد عند أحدهم إجابة شافية ، أو منهم من يقدر أن يساعده بمعرفة ما حدث له .

و في صباح اليوم الذي تلى تلك الليلة الحزينة التي كانت حبلى بالمفاجآت و الأحداث العجيبة ، ذهب الرجل إلى مكتب سعادة الفريق ياسر العطا الذي نفى له مكتبه علاقته بما حدث ، و من ذلك المكان هرول إلى مقر لجنة إزالة التمكين بالمجلس التشريعي حيث تم نفي الموضوع تماماً و أخبروه بأنهم لا يقومون بمثل هذه الأعمال ، و أن جميع ما يتعلق بلجنتهم من مهمام يكون وفق مستندات وفي وضح النهار ، كما أن اسمه غير مدرج في سجلاتهم ، وهنا كانت الصدمة لهذا الرجل المكلوم لأن الذين قاموا بأخذ سياراته إدعوا أنهم يتبعون للجنة إزالة التمكين، ومثلوا معه أسوأ دراما يمكن أن يستغل فيها اسم الدولة .

السؤال الذي يفرض نفسه ، من الذي قام بهذا العمل الجبان ؟ ولمصلحة من كان ذلك ؟ و من هو المدعو أيمن ؟ و بتعيلمات من تمت هذه الجريمة القذرة التي لا تتوافق مع أبجديات القانون ؟ و ما هي مقتنيات هذه السيارات التي كانت بداخلها ؟ .. كل ذلك ما سنتعرف عليه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *