الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله
تسببت أزمة الغاز في لجوء الغالبية العظمى من الأسر السودانية، إلى البحث عن بدائل أخرى تعينهم على إعداد وجباتهم اليومية، وذلك بعد فشلهم في العثور على الغاز في كل مراكز البيع الرئيسة والمحلات المعروفة والسوق الأسود الذي لجأ إليه الكثيرون إلا أنه أصبح هو الأخير غير متاح، وفشل البعض في التعامل مع البدائل لأسباب مختلفة.
(١)
حيث استعانت الكثير من ربات البيوت بـ (الهيتر) الكهربائي للطهو إلا أنهن أكّدن أنّه يصرف كهرباء بصورة عالية، لأنهن يقمن باستخدامه على مدار اليوم، فيما شكا بعضهن من عدم استقرار التيار الكهربائي الذي يمتد انقطاعه لساعات طويلة مما يجعلهن في حيرة من أمرهن، ويفاقم معاناتهن، وهو ما أكدته عدد من السيدات أن معاناتهن تتضاعف يومياً في ظل عدم اهتمام المسؤولين والتقاعس والتماطل عن ايجاد حلول عاجلة للمشكلة.
(٢)
في الوقت الذي لجأت فيه كثير من ربات البيوت خاصة في الأقاليم لاستخدام (الحطب) جذوع الاشجار الجافة في إعداد الطعام منذ بداية اندلاع الأزمة وصعوبة الحصول على الغاز في القرى بجانب ارتفاع اسعار الفحم جراء استغلاله من قبل التجار للأزمة.
(٣)
من جانبهن أكّد عدد من النساء اللائي يقطن منطقة الكلاكلة شرق، أنهن ظللن لشهور طويلة دون غاز لطهو الطعام، فلجأن الى شراء الفحم للطهو، مشيرات إلى أن الأخير ارتفع سعره حيث بلغ سعر الجوال الواحد سبعة آلاف جنيه وهو أمر فوق طاقتهم المادية – حسب قولهن.
(٤)
فيما أكّد بعضهن استخدامهن (وابور الجاز) الذي كان يستخدم في الماضي في عملية طهو الطعام وعمل الشاي والقهوة، مؤكدات أنه مريح في طهو الطعام ولا يستهلك جازولين كثيراً إذا تم توظيفه صحيحاً إلا أن العمل فيه محدود، حيث لا يستطعن عمل الكسرة والعصيدة فيه لانه صغير الحجم ولا يحتمل حركة شديدة أو وزناً ثقيلاً.
(ه)
مع تفاقم المعاناة وعدم القدرة على الحصول على الغاز اضطر عدد من ربات البيوت لقضاء ساعات طويلة في الوقوف في بعض المحلات التي يمكن أن يعثرن فيها على ضالتهن المنشودة الغاز إلا انهن يعدن بخفي حنين مكسورات الخاطر، وهو ما أكدته بعض النسوة بأنهن يتركن أطفالهن الصغار في المنزل ويتركن اشغالهن منذ الصباح الباكر للوقوف ساعات طويلة أمام محلات الغاز. وفي نهاية الأمر يتم أخبارهن بعدم وصول الغاز أو انقطاعه بعد إعطاء كمية محدودة لعدد من الاشخاص.
(٦)
بعثت تلك الأسر التي تعاني من عدم الحصول على غاز الطهو برسالة مهمة في بريد الجهات الحكومية المسؤولة، بأنهم لا يحسون بمعاناتهم كمواطنين لم يجدوا الغاز الذي يعدون به الطعام لهم ولاطفالهم فترة طويلة، بجانب وجوده النادر جداً في السوق الأسود الذي يجعلهم يتلظون بنيران اسعاره العالية التي تصل اضعاف سعر اسطوانة الغاز، وهو مبلغ لا تستطيع أغلب الأسر توفيره، مطالبين الجهات المسؤولة بالنظر في أمرهم وحسم الفوضى بمحاربة ما سموها مافيا الغاز ممن يقومون باحتكاره وبيعه في السوق الأسود باسعار خرافية، وانهم كمواطنين نفذ صبرهم من شدة المعاناة التي جعلت امنيتهم في الحياة الحصول غاز.