من ابرز الملاحظات علي اداء قوي الحرية والتغيير منذ تفجر الثورة انها ذات اهتمامات (عاصمية) لا تتخطي حدودها حديقة اوزون ب(الخرطوم اتنين ).
كتبنا منذ عامين و(قوقل موجود) ان حكومة الدكتور عبدالله حمدوك لاتملك حلولا لقضايا الولايات وازمات الهامش ولا تلامس بقراراتها ونهجها في الحكم اوجاع السودان الكبير بجغرافيته المعقدة وتقاطعاته المتعددة .
من ابرز الملاحظات منذ تكوين حكومة دكتور عبدالله حمدوك الاولي والتي انتهي اجلها امس الاول ان اهتمامات قوى الحرية والتغيير لم تتجاوز الجهاز التنفيذي ، علي المستوى المركزي غابت المعالجات المطلوبة لقضايا المحليات والولايات ومستقبل الحكم الفيدرالي وانزوي الحديث عن التنمية المتوازنة .
لم يكن مستبعدا لاي متابع حصيف ان يخرج الناس في الولايات في ( ثورات) تستهدف الاسواق ومخازن الاغذية بعد ان ضاقت الاحوال واصبح الحصول علي لقمة العيش مهمة صعبة وغاية مستحيلة في ظل الغلاء الفاحش وانعدام الخدمات الاساسية وتزايد صفوف الغاز والوقود والخبز.
ماذا كانت تنتظر الحكومة المركزية التي تحكم (اوزون) وتتشاكس حول كراسي الحكم في اجتماعات( قاردن سيتي) ، ودور الاحزاب داخل الاحياء المخملية بينما السوق يلتهم قدرة الجياع علي التصبر امام اغراء البضائع اللامعة التي تضاعفت اسعارها مرات ومرات حتي عز شراؤها علي غالبية الشعب السوداني الصابر.
الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء كان قد وجه في احدي المرات انتقادا حادا للوثيقة الدستورية، وقال ان واضعيها من ممثلي قوى الحرية والتغيير لم يفكروا ابعد من الخرطوم، هذه اشارة مهمة تستبطن ما ظل يلاحق حكومة (قحت) من اتهامات بانها ( عاصمية ) لا تتجاوز حدود اهتمامها (دائرة السنتر)، لكن حمدوك فات عليه ان واضعي الوثيقة لم يكتبوا عليها سوى ما توصل اليه الاتفاق السياسي بين العسكر والمدنيين، وان ما اقروه لم يخرج عن حدود اهتمام وطرائق تفكير ومرجعيات المفاوضين من جانب المكون المدني.
ستجد الحكومة الجديد صعوبة بالغة في تصفير عداد الازمات في الولايات ان ركزت علي الاهتمام بالخرطوم التي تشكو هي الاخري من غلاء فاحش وصعوبة في المعاش مازالت تخرج الناس الي الشوارع في كل يوم، ستصدق نبوءة الدكتور مزمل ابوالقاسم وهو يرسم سيناريو مخيفا بتوقعه ان تشهد الخرطوم ( محل البرهان بينوم) ما حدث من ثورات جياع في الولايات خلال الايام الماضية قي القضارف وبورتسودان ونيالا والفاشر وكسلا والابيض.
علي القادمين الجدد للحكم استصحاب هموم الولايات المعيشية في اولوياتهم، السودان ليس الخرطوم التي تعيش رغم ازماتها رفاهية قياسا بما تعايشه الولايات من ازمات طاحنة وغلاء فاحش.
صحيفة اليوم التالي