بالأبيض والفاشر والقضارف وكبكابية وغيرها، حرائق وسرقات وأعمال لا تمت إلى الحرية والديمقراطية بأدنى صلة، وذلك بالتزامن مع إعلان النسخة الثانية للحكومة الانتقالية.. الثوار لا يحرقون بلادهم؛ فأخبروا البسطاء السُذَّج الذين ينهبون بعضهم، ويحرقون متاجر بعضهم، ويخربون ممتلكاتهم العامة، بأن البلاد لم تدفع كل فواتير سياسات من يُحرِّضونكم على (الأفعال الخرقاء)، ومن الحماقة أن يستجيبوا لتحريضهم ويثقلوا ظهر البلاد بالمزيد من الفواتير المرهقة..!!
:: فذالثوار لايدمرون مرافق بلادهم؛ فأخبروا البسطاء السُّذّج – ليستفيقوا من سُكرة التحريض – بأن هذه الحكومة الانتقالية – بكل ما فيها من أخطاءٍ – هي آخر فرص النجاة من مآلات ثورات الربيع العربي، وأخبروهم بأن يحدقوا في ما آلت إليها أحوال سوريا وليبيا وغيرها من الدول التي تضج بالأجندة المتطرفة..و ذكّروا البسطاء بأن الثورة السودانية ما اكتسبت قيمتها وقوتها إلا من (سلميتها)، ولو لم تكن كذلك لما انتصرت..!!
:: نعم، رغم أن نهج النظام المخلوع كان يوزّع ثقافة العنف في الطرقات، ورغم أن المناخ كان يُغري من يشاء ليفعل ما يشاء، ورغم أن خُطى البلاد كانت قاب قوسين أو أدنى من (حروبات أهلية)، رغم كل ذلك، فإن الثورة التي اقتلعت نظام العنف من جذوره كانت (ثورة سلمية).. ولا تزال شعوب العالم تُبدي إعجابها بثوار انتقلوا بشعبهم إلى (بر الأمان)، دون حدوث أي اختراق لأمن بلادهم..!!
:: فأخبروا البسطاء بكبكابية وغيرها بأن البلاد العصية على اختراق أمنها وسلام شعبها هي البلاد ذات الثورات الواعية والحراك السياسي الناضج والمسؤول، وهذا ما كان يُحسد عليه شبابنا الواعي طوال اشهر الثورة .. فأخبروا البسطاء بنيالا وغيرها بتفويت فرص النزوح والتشرد واللجوء – هروباً من حرب القبائل والعشائر – على من يحرضهم على تلويث (سلمية الثورة ).. أخبروهم بأن يتحدوا على افشال خطة الماكرين، وذلك بالصبر على تحديات المرحلة الانتقالية..!!
:: أخبروهم بأن للثورة أعداءً؛ وهم من يحرضون على حرق المتاجر؛ ويستمتعون بتدمير المرافق، ويجتهدون في تحويل سلمية الثورة إلى مناخ للفوضى .. و بمناسبة مناخ الفوضى، أخبروا الحمقى، وهم ينهبون بالأبيض وغيرها، بأن الجماعات المتطرفة – والمتعطشة لدماء الأبرياء – لا تنمو إلا في مناخ الفوضى.. ولم تخترق الجماعات الإرهابية الأوطان إلا بعد أن ساهم حمقى المجتمعات في توفير مناخ الاختراق بمثل هذه الحرائق..!!
:: أليس مُعيباً تنبيه أجهزة الدولة العسكرية والأمنية بالمخاطر؟.. وما لم تكن ترعاها، فبخاصية الاستشعار تنتبه الأجهزة في كل دول العام للمخاطر قبل وقوعها.. وفي تفاصيل ما حدث بالأبيض – وغيرها – تكمن أسئلة الشك المصوبة نحو الأجهزة النظامية بحكم مسؤوليتها عن فرض السلام في البلد، والأمن في المجتمعات، وعن حماية أهداف الثورة والمرحلة الانتقالية..!!
:: لم يعد هناك خلافٌ حول (أهداف الثورة)، ومنها تفكيك دولة الحزب ثم التحوُّل إلى (دولة مدنية) تقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والثقافات والأديان، بمنتهى العدل والحرية والديمقراطية.. ومهما كانت المتاعب والمتاريس، فإن قطار الثورة يجب أن يتجاوز محطة الانتقالية (بلا حرائق)، ثم يصل مُنتهاه (حكومة منتخبة).. ومن المُريب أن يلعب البُسطاء السُّذّج بالنار تحت سمع وبصر السلطات المسؤولة عن حماية هذا القطار..!!
Tahersati@hotmil.com