احتقر القحاتة وحمدوكهم الشعب بعد ان ظنوا بل ايقنوا انه مجرد قطعان من البهائم لا يستحق غير الذبح ولا يملك غير الاستسلام لجزاريه من القحاتة والشيوعيين ليفعلوا به ما يشاؤون ، بل بلغت الجرأة بذلك الشيوعي الحقير الشفيع خضر ان يعلن ان الشعب لا يستطيع ان يسقط حكومتهم حتى وإن تظاهر مئة عام وان الشعب لا يعاني من ضيق في العيش ، بل بلغ الغرور بالرجل درجة ان يوجه سكان الخرطوم بالرجوع الى ولاياتهم بدلا من التضييق على العاصمة التي اعتقد الرجل أنها ملك خالص لهم مسجلة باسمهم بشهادة بحث!
لقد استفززتم الشعب ايها الجهاليل في دينه وفي كرامته وفي رجولته وفي كبريائه وبلغ بكم الاستفزاز والتطاول عليه درجة لم يشهدها في تاريخه الطويل.
هل يعقل ان ترفعوا سعر الوقود من (28) جنيه الى ما يقارب (600) جنيه للجالون ثم بعدها بايام تقومون برفع الكهرباء بنسبة 600% ثم بعدها اسعار الدواء باكثر من (300) % ثم تواصلون استهتاركم واحتقاركم لهذا الشعب لترفعوا اسعار كل شيء يمكن ان يشترى او يباع ، وكأنكم اشتريتم الشعب السوداني وسجلتموه باسمائكم عبدا مملوكا لكم تفعلون به ما تشاؤون؟!
نسيتم في غمرة صلفكم وغروركم وطغيانكم وجهلكم ان ان هذا الشعب صبور صبور وحمول حمول ولكنه إذا استفز في كرامته فانه يفور كالتنور .. نسيتم ثورة اكتوبر ثم ثورة رمضان ثم ثورة ديسمبر التي تعلمون انها ما انفجرت الا تفاعلا مع الضائقة المعيشية التي اخرجت الشعب طلبا للعيش الكريم ..بدلا من ان تجعلوا من معالجة الضائقة الاقتصادية همكم الاكبر زدتم لهيبها ورفعتم الدعم عن كل شيء رغم رفضكم مجرد التفكير في ذلك الامر خلال عهد البشير ، فكان ان فقدتم الاحساس بمعاناة المواطن وطفقتم تتصرفون كالمجنون الذي يهذي ولا يدري ما يفعل.
في ذات الوقت الذي كنتم تطحنون فيه الشعب بقراراتكم المجنونة كنتم تتمرغون في النعيم فقررتم ان تمتطوا من العربات اغلاها ثمنا واخترتم الانفنتي عوضا عن الكامري التي كانت مخصصة لاسلافكم الذين اتهمتموهم بالفساد رغم انكم الاكثر فسادا ، ورفعتم مخصصات وزراءكم الى عشرة اضعاف ما كان يتقاضاه وزراء عهد البشير ثم طفقتم ترتعون في المناصب مبدلين تمكين نظام العهد السابق بتمكين اشنع كما اعترف القيادي بحزب الأمة ابراهيم الامين.
ظلمتم الناس وقهرتموهم وجئتم بالتافهين والحاقدين والجهلة امثال مناع الخير ووجدي صالح واسلمتموهم سلطات استثنائية ليضطهدوا الابرياء ويفصلوهم من اعمالهم ، وليسجنوا خصومهم السياسيين ويصادروا ممتلكاتهم ويشيطنوهم بلا قضاء وبلا عدالة!
ماذا دهاكم ايها السفهاء حتى نسيتم ما جئتم من اجله؟
انه الجنون بعينه ، والا ما الذي جعلكم تنسون السبب الذي اغضب الشعب واضطره الى الثورة لتفعلوا ما لم يفعل اسلافكم من تضييق على الناس؟!
اما كفاكم انكم سرقتم الثورة وحولتموها من ثورة تطلب العيش الكريم الى ثورة ضد الدين الذي جعلتم الحرب عليه هدفكم الاسمى الذي حوله تأتمرون والذي جئتم باعدائه من وراء البحار لكي يستأصلوا شأفته ويجهزوا عليه حتى في رياض الاطفال؟!
الان وقد ثار الشعب واعلن رفضه لحمدوك ولقحت فان الكرة في مرمى البرهان :ان يستلم السلطة من هولاء الهوانات الفاشلين ويردها الى الشعب عبر انتخابات تجرى خلال فترة انتقالية لا تتجاوز العام ، مستعيدا بذلك سيرة الزاهد المشير سوارالدهب رحمه الله*