العين الثالثة _ مع حمدوك (تشاهد غداً)! _ ضياء الدين بلال
-١-
تقف بي الدهشةُ في عقبة الحيرة، حينما استمعُ أو أقرأ عن اجتماع أو صدور قرارات من هيئة قيادة الحرية والتغيير!
مَن يمثل هذا الكيان؟ وأين يوجد الآن؟!
كل تكوينات الحرية والتغيير، تتخذ من المواقف وتطلق من التصريحات ما يناقض فكرة وجود تحالف بهذا الاسم من الأساس!
وحتى لا نطلق الكلام على عواهنه ولنضع النقاط على الحروف والملح على الجراح، دعونا نشرح بالورقة والقلم تفاصيل المشهد.
-٢-
لم يعد الحزب الشيوعي جزءاً من الحرية والتغيير، ولا تجمع المهنيين (أب صفحة)، بل هما الآن الأعلى صوتاً في المعارضة وتسخين الشارع.
حزب الأمة لا هو داخل الكيان ينشط ويشارك، ولا في فريزر التجميد ينتظر ويصبر!
أوضاعه بعد غياب الإمام الراشد – كما يحلو لصديقنا ملاسي وصفه – سائلة وعاكرة!
حزب الأمة منتقد في غالب الأحيان ومع ذلك يزاحم بأكتافه لنيل أكبر عدد من المقاعد والمغانم!
تبعثرت بعض أحزاب البعث واتخذت لنفسها مسارات مختلفة خارج الكيان، والعم الريح السنهوري (دافن دقن وراقد على رأي)!
وأحزاب مثل التحالف السوداني وحزب محمد عصمت في وادٍ غير زي زرع.
ما يسدده المؤتمر السوداني من انتقادات لأداء قوى الحرية والتغيير والجهاز التنفيذي، يشعرك أنه يتحدث عن كيان لا صلة لهم به!
-٣-
في كل يوم تخرج قوائم ترشيحات الوزراء وتنفي في اليوم الثاني.
قيادي يُصرِّح: قمنا بتسليم قائمة الترشيحات لحمدوك!
وقيادي آخر يُوضِّح: لا تزال المشاورات جارية، ولم ننتهِ من اختيار الوزراء!
وحمدوك يستعجل الحرية والتغيير ويشرع في مشاورات تلفازية، لا تتجاوز الجاكومي.
تصريحات قيادات الحرية والتغيير تناطح بعضها بعضاً، لا توجد كلمة واحدة متفق عليها، فم واحد وعدة ألسن!
بعضهم عجز عن حل المشاكل الكبيرة، فقام بتضخيم المشاكل الصغيرة، حتى يحقق إنجازاً على طول قامته ووسع طاقته ومد بصره القصير ومعرفته المتواضعة، ورغم ذلك لم ينج من الفشل!
-٤-
والوضع على ذلك الحال يصدق القول:
لم تعد هنالك حاضنة سياسية لحكومة الفترة الانتقالية.
ما بقي من الحاضنة السياسية، لم يعد يملك من أمر حكومته شيئاً.
ظل دور الحاضنة المزعومة ونفوذها لا يتجاوز إصدار البيانات وتسجيل التعليقات وإبداء الأسف والحسرة والإعراب عن الإحباط والاستياء!
انقسام الحاضنة على نفسها وما بينها من صراعات وتجاذبات، أغرت حمدوك بالانفراد باتخاذ القرارات دون مرجعية سياسية.
فقد شبّ حمدوك عن الطوق السياسي، ولم يعد في حاجة إلى من يحضنه أو يملي عليه قرارات أو يفرض عليه سياسات.
هو ومن معه من شلة الأصدقاء وموظفي مكتبه وبعض الوزراء، أصبحوا هم حاضنة أنفسهم دون حاجة إلى أوصياء متشاكسين!
– أخيراً –
ربما نشاهد في الغد القريب، تحول حمدوك من محضون إلى حاضن!
حين يعلن بشكل رسمي، خروجه على الحرية والتغيير وتكوين جسم جديد، يوفر له رئيس الوزراء الملاذ الآمن ودفء السلطة!