علي كل _ الفنانون.. باي ذنب يلاحقون؟!! _ محمد عبدالقادر
قلبي مع فناني بلادي في مواجهة اجراءات العسس التي تتعامل معهم كمجرمين لا مبدعين ، في كل يوم نسمع عن توقيف مطرب وتغريمه بموجب امر اداري صادر عن السيد والي الخرطوم ايمن نمر حظر نشاط صالات المناسبات.
مازالت الحيرة تتملكني لمعرفة اسباب التضييق الذي تمارسه حكومة ما بعد الثورة ضد كل ما يفرح هذا الشعب، انتهت احلام الناس الي حصاد بائس جعل الحكومة تصادر حتي الافراح ، وتترصد متنفسات المجتمع وملاذات السودانيين الامنة ، وكما قال حميد ( وايه الدنيا غير لمة ناس في خير او ساعة حزن ).
حذرنا الانقاذ من التضييق علي الناس في شارع النيل وبموجب قانون النظام العام، لم تدرك حينها نصيحتنا الا ضحي الغد، حينما فتح صلاح قوش مدير المخابرات شارع النيل واعلنت الدولة الحرب علي قانون النظام العام كان الشعب قد اتخذ شارع القيادة مسارا لتغيير الحكومة لكنهم لا يقراون ولايتدبرون..
لم اكن اتخيل ان نصل مرحلة يساق فيها الفنانون الي المخافر باسم القانون، ذنبهم انهم خرجوا لاكل عيشهم مع الالاف من المبدعين الموسيقيين الذين ارتبطت مصادر رزقهم بافراح الناس وظلوا يجملون واقعهم ويضخون في شرايينهم اكسجين الحياة بعد ان اصبحت جحيما لا يطاق، يغنون للحب والجمال وكل ما يخفف عن المواطن وطاة الواقع الذي يسحقه هذه الايام باحذيته الثقيلة.
للاسف يرتبط ايقاف وتغريم الفنانين بالامر الاداري الذي اصدره والي الخرطوم بالرقم ( 108) لسنة2020 تحت ستار ( التدابير الاحترازية للحد من جائحة كرونا ) ، هذا القرار جاء غريبا وغير متسق مع الوثيقة الدستورية لان المادة التي استند عليها (3/9) لاصلة لها بايقاف صالات المناسبات)، كما انها لا تمنح الوالي الحق في اصدار مثل هكذا قرار ، الحقيقة تقول كذلك ان التوصيات الصادرة من لجنة الطوارئ الصحية ركزت علي التعايش لا الاغلاق وان هنالك اماكن اكثر اكتظاظا بالمواطنين من صالات الافراح التي منع فيها الغناء.
هذا القرار لم يحظر مناسبات الافراح في المنازل ، فلماذا يتم تغريم فنان لم يغن في صالة مناسبات، كل ما حدث ان الافراح خرجت من الصالات ودخلت الاحياء والمزارع التي الحقت بالقرار مؤخرا لان افراح الناس لا ولن تتوقف.. ولا ينبغي لها.
يقاس تحضر الامم باحترامها لمبدعيها، الفنانون كانوا فصيلا متقدما في انجاح الثورة ، لم بتبق في ايدي السودانيين ما يبعث علي الفرح والسعادة والانتماء للحياة غير الغناء واساطينه الذين يساقون هذه الايام الي المخافر وتوقع عليهم عقوبات ما انزل الله بها من سلطان.
اين تقدير المبدع ومكانته في اولويات الدولة يا ايمن نمر، امتنع المطربون عن الغناء في الصالات فلماذا تطاردونهم في الاحياء والمزارع مثل المجرمين، وما سر هذه القسوة التي تفرض 100مليون علي الفرد الواحد في الفرقة الموسيقية.
طالت الغرامات عبدالله عبدالقادر البعيو بكل اسهامه الطويل في ترقية الوجدان السوداني، ومكارم بشير ومحمد الريان الذي تم تغريمه مبالغ مليارية اضطرته لبيع ممتلكاته في السودان واتخاذ قرار السفر الي دبي حيث تبعه في ذلك وليد جوبا واخرون في الطريق.
لماذا يحتاج الفنانون للخروج في وقفات احتجاجية حفاظا علي رزقهم ولتصعيد الشكوي من العقوبات القاسية التي تنتاشهم كلما هموا بالغناء في بلاد ( لاتوفر للمساء قصيدة ابدا ولا ترعي سنابل).
كامل التعاطف مع الاخوة في الحقل الموسيقي علي ماظلوا يواجهونه من عسف وقسوة تهدد مقامهم الاجتماعي وتتجني علي اسمائهم الكبيرة وتصادر حقهم في الغناء وكسب العيش والرزق الكريم…
يا والي الخرطوم .. ارفع يدك عن الفنانين فانهم يستحقون الاجمل..
صحيفة اليوم التالي