علي كل _ اثيوبيا.. دبلوماسية ( الطرف الثالث) !! _ محمد عبدالقادر
اسوا ما تفعله اثيوبيا الان في سجال المواجهة السياسية والدبلوماسية حول ازمة الحدود الشرقية تصويرها للسودان ك ( محرش ومدفوع) من طرف ثالث لاثارة قضية اراضيه المحتلة ، محمد الفكي سليمان عضو المجلس السيادي اكد ان الخرطوم لا تحتاج لمن يحرضها علي استرداد اراضيها، واحسن الفريق الاول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس حينما لخص الموقف السوداني بقوله ان السودان لم غير معتد وانه يدافع عن حدوده و( سنموت علي ارضنا) .
قيمة تصريحات الرجلين تكمن في التوافق النادر بين المكونين المدني والعسكري حول قضية مركزية ظلت محل شد وجذب وكادت ان تعصف بقداستها الوطنية خلافات السياسة واجندة الناشطين وتصيفات مكون عسكري ومدني..
الشاهد ان الخطاب الاثبوبي ظل يركز علي ( الطرف الثالث) بطريقة متكررة اعتمدها في خطابة الرسمي تجاه الازمة، والجهة المعنية بالضرورة هي مصر التي تشكل هاجسا للجانب الاثيوبي بسبب خلافات سد النهضة.
الواقع ان اثارة قضية الطرف الثالث لم تكن الا ذر للرماد في العيون ومحاولة للهروب من الاستحقاقات التاريخية التي تمنحها الوثائق الدامغة للسودان في اراضي الفشقة.
لم يركز الخطاب الاثيوبي حتي الان علي حقيقة ملكية السودان لاراضي الفشقة بموجب اتفاقية 1902، وبرتكول1903، واتفاقية 1972 علي ايام الراحل منصور خالد والتي كفلت وثبتت حقوق السودان في اراضي الفشقة بموجب الوثائق الدولية.. وانما ظل يهرب من مواجهة الحقيقة عبر الحديث عن الطرف الثالث.
في مقابلة جمعتني مع محلل استراتيجي اثيوبي يعمل مديرا لمركز للدبلوماسية الشعبية في استكهولم علي قناة الغد الفضائية لاحظت انه مشدود للحديث عن ازمة ( حلايب وشلاتين) اكثر من قول الحقيقة في تبعية اراضي الفشقة لحدود السودان، تري من قال ان وجود ازمة لبلادنا في اي من حدودها يكفل للاخرين احتلال اجزاء اخري منها مثلما يفعل الاخوة الاثبوبيون ب(قوة عين) غريبة.
اسوأ ما فعلته اثيوبيا هو ترسيمها للحدود مع دولتي جنوب السودان واريتريا بموجب ذات اتفاقية(1902) التي ترفضها الان مع السودان، هذا التناقض الغريب يضعف مواقف اديس كثيرا ، ويجعلها مطالبة بالخضوع الي ارادة الوثائق واكمال انسحاب قواتها من اراضينا باعجل ما تيسر..
اسوا ما تفعله اثيوبيا كذلك انها تتعامي عن كل الحقائق التاريخية وتحاول جر الازمة الي (مربع النزاع الحدودي) ، علي الرغم من كونها قضية ترسيم حدود، وهو تطور غريب يتنافي مع الوثائق الموقعة مع السودان حول حدوده الشرقية.
اسوا ما تفعله اثيوبيا الان محاولة توظيف الخلافات السياسية والعسكرية للطعن في سلمية التعايش الازلي بين السودانيين والاثيوبيين، كان كذبا صريحا ذلكم البيان الذي خرج من العمارات شارع (15) يدعو الاثبوبيين للحيطة والحذر من هجمات محتملة، كنت اقرا هذا الخبر وانا اسلم راسي ل(حلاق اثيوبي) صديق في نواحي ( محطة باشدار) بالديم اكبر معقل لوجود الاخوة الاثيوبيين حيث تشعر بان السودانيين جالية في ارض اثيوبية ولا تكاد تفرق بين السحنات التي تجعل للتعايش طعما وللمكان خصوصية يعلمها الجميع.
ليس من العقل التجني علي واقع التعاش بين الشعبين ، حافظوا علي دفء هذه العلاقة ولا تستخدموها وقودا في معارك الحدود، سيظل الشعب السوداني جميلا متسامحا كريما لا يعتدي ولايؤذي ، ولكنه لن يفرط في ارضه.
صحيفة اليوم التالي