مشاركة الثورية في الحكومة .. إضافة أم خصم؟
الخرطوم: النورس نيوز
يضع كثير من السودانيين الآمال العراض على أن تتخطى حكومة الفترة الانتقالية، عقب الفشل المريع في كافة المناحي، خاصة مشكلة التضخم التي وصلت “حد الإنفجار “، بعد أن استبشر المواطن خيرًا بتوقيع السلام بين الجبهة الثورية والحكومة الانتقالية، إلا أن ذلك لم يحقق شيء، وبعد وصول قادة الثورية إلى الخرطوم ومكوثهم لأكثر من شهرين؛ لكون أن المشاكل لم تبارح مكانها بل تفاقمت، الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض التساؤلات عن ما إذا كان انضمام الجبهة الثورية للحكومة سيؤثر على ادائها سلبًا ام اجابًا؟ ، وهل نتوقع حصول اختراقات في بعض الملفات؟.
اضافة حقيقة
وبحسب رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس؛ أن توقيع السلام بين الحكومة والجبهة الثورية، يعد اضافة كبيرة، وقال: “إن الملفات سيتم فيها اختراق بعد أن راينا جدية كبير من قبل الحكومة، وأوضح اداريس في تصريح سابق لـ”النورس نيوز”، أن التحدي الأكبر لتطبيق الاتفاق هو الجانب المالي، مع ان الحكومة التزمت بدفع 750 مليون دولار سنويا لصندوق دعم استدامة السلام في دارفور وحتى الآن غير معروف من أين ستوفر هذا المبلغ، لكن الأهم من ذلك هو الإرادة السياسية التي ان توفرت مع العزيمة لتنفيذ الاتفاق يمكن البحث عن الموارد بسهولة، وأشار إلى أن ذلك ليس مؤشرًا مقلقًا، واضاف”نحن في جو ديمقراطي ومكونات الثورة عريضة جدا وبها تباينات وآراء مختلفة، لكن عموما مسيرة النقاشات إيجابية، ونحن طرحنا الأولي ان كل الأطراف الموقعة على اتفاق السلام تكون ممثلة لكن وجدنا ذلك مستحيلا”
تفعيل المؤسسات الرقابية
وقال الهادي إن الحديث عن السودان بلا موارد حديث غير صحيح لأنها موجودة فقط ينقصنا إدارتها بشكل جيد ومحاربة ظواهر التهريب واقتصاد التجنيب الذي تقوم به مؤسسات بعينها بعيدا عن إدارة الدولة لمجمل المال العام، وأقر بأن المؤسسات الاقتصادية هشة للغاية، وتعهد بعد تشكيل الحكومة بالاصرار على تفعيل المؤسسات الرقابية والقيام ببعض الإصلاحات الهيكلية وإدارة الاستثمار بفاعلية، كما سنتواصل مع الدول الضامنة والداعمة للحصول على منح وعون مادي ونحن على تواصل مع أصدقاء السودان وسنقوم في سبيل ذلك في الفترة المقبلة بجولة خارجية كبيرة لحشد هذا الدعم وسد النقص.
تجاوز الخلافات
ويقول القيادي بقوى الحرية والتغيير ابراهيم الشيخ؛ إن الجبهة الثورية ستشكل إضافة للحكومة بعد تم تجاوز الخلافات السابقة، وأشار إلى أن الجميع اصبح همه اخراج البلاد من التدهور الكبير بسبب الدمار الذي خلفه النظام السابق، ونوه إلى أن قيادات الجبهة الثورية جاءت للخرطوم وعينها مفتوحة، وأشار الشيخ في تصريح لـ”النورس نيوز” إلى أن التحدي الأكبر الذي سيواجه عملية السلام هو تطبيق نصوص وبنود اتفاقيات السلام في بروتوكولاتها المختلفة، خاصة وأنه تم توقيع اتفاقات وعهود سابقا وتم نقضها ولكن سلام الثورة ليس فيه ردة ولا نكوص، وطالب الشيخ الحكومة بتوفير كل متطلبات السلام من موارد مالية والتزام صارم وحاسم لكل الاتفاقات التي أبرمت بجوبا، واستدرك قائلًا :صحيح الموارد تحدي لكنها لن توقف مسيرة تنفيذ الاتفاق إذا توفرت الإرادة السياسية وهي الأهم لعملية تحقيق الانتقال السياسي، المهم بالنسبة لنا التوافق السياسي وان هذا الاتفاق يجب ان ينفذ وان مسيرة الانتقال نحو الديمقراطية يجب ان تكتمل.
تغيير كبير
ويقول القيادي بالجبهة الثورية “مسار الشرق” أحمد موسى عمر؛ إن دخول الجبهة الثورية في الحكومة الإنتقالية القادمة سيحدث تغييراََ كبيراََ في إعادة الدولة السودانية على نسق النظام الفيدرالي، وأشار موسى في تصريح لـ”النورس نيوز” إلى أن ايلولة وزارة الحكم الاتحادي سيؤدي إلى رسم الخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على طريقة حديثة تتفق مع اتفاقية جوبا، وعلى المستوى الاقتصادي إن الثورية لديها مشروع الأرض السودانية، وأوضح أن مناطق الحرب أصبحت أمانة وتحولت إلى أرض قابلة للنماء بما فيها من ثورة حيوانية وتعدين ونفط، وقال إن تحول القوى العسكرية إلى مدنية ستساهم في الإنتاج.
التعاطي السياسي
واتفق المحلل السياسي ماهر ابو الجوخ فيما ذهب إليه القيادي بالجبهة الثورية أحمد موسى؛ وقال : اعتقد إن مشاركة منسوبي الجبهة الثورية في الحكومة القادمة يحمل مؤشرات عديدة ابرزها تعزيز اتفاق السلام باشتراك قادة الجبهة الثورية في الحكم؛ والميزة الثانية وفقاً لماهر هي الدفع بوجوه سياسية في الحكومة وهو امر سيترتب عليه منح الحكومة درجة أعلى من التعاطي السياسي تجاه القضايا وهي احد النقاط المحسوبة ضد التشكيل الحكومي السابق بهيمنة الخبراء عليها مما اضعف الدور السياسي العام للحكومة، وأشار ابو الجوخ في تصريح لـ”النورس نيوز” إلى أنّ الجبهة الثورية تاتي للحكم وفي رصيدها علاقات خارجية في المحيطين الاقليمي والدولي؛ وأضاف “بكل تاكيد هذا سيفيد الحكومة اذا ما احسن توظيفها لكن التحول والاثر الأكبر للجبهة الثورية سيكون في ملف القوات النظامية والامنية ستكون حاضرة في هذا الملف وقد تشغل مواقع وزارية او قيادية فيها وهذا ايضا بمثابة تحول كبير وجذري من التجربة السابقة”
ونوه ماهر إلى أنه بالنظر لموقف الجبهة الثورية حيال التوجهات الاقتصادية وملف العلاقات مع اسرائيل نجدها اكثر دعما لهذه ااتوجهات مما يمثل دعما كبيرا لها وبكل تاكيد سيظهر الحكومة بشكل اكثر تماسكا
وقال ماهر إنه سيكون التحدي الاساسي مرتبط بمقدار الثوزية في خلق حالة من الانسجام مع الطاقم الورازي الممثل للحرية والتغييز لتوقع ظهور بعض العقبات في المرحلة الأولى لكن ستستقر الامور بعدها حتى تصل مرحلة الانسجام الكامل
سيكون الجانب الاهم لمشاوكة الثورية.حول تحفيزها لاطراف أخرى لاستكمال السلام على الاقل اظهار ان هذه التجربة ليست بذات منهج الشراكة مع حزب الموتمر الوطني المحلول وانما هي شراكة حقيقية تهدف لتحقيق سلام حقيقي ومستدام وتحول ديمقراطي كامل.
عدم الاتفاق
ولكن مراقبون يذهبون في اتجاه أن الجبهة الثورية ستكون اضافة لحكومة باعتبارها مزقت فاتورة الحرب، ليستفاد من تلك الأموال في التنمية، فيما يرى البعض أن الجبهة الثورية لن تستطيع أن تقدم شيئاََ للحكومة الانتقالية، لجهة أنها لم تتفق فيما بينها وجاءت إلى الخرطوم للاحتفال بحركتين بقيادة رئيس جيش تحرير السودان مني اركو مناوي وأخرى لرئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس واعوانه، وأشاروا إلى أن اتفاق السلام لم يتطبق كاملاً نيجة احتجاج أهل الشرق على مسار الشرق بحجة ان المسار لم يناقش جذور المشكلة بالاقليم.