علي كل
محمد عبدالقادر
القراي…وخطاب الكراهية!!
حزنت جدا لحملة التجريح الشخصي التي استهدفت دكتور عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج والبحوث المستقيل، فالرجل وان اختلفنا معه وطالبنا باقالته يظل مواطنا سودانيا من حقه علينا رفض ما يطاله من انتقادات تجاوزت موضوع الخلاف الي الشماتة و التعريض ومحاولات الاغتيال المعنوي .
خطاب الكراهية لن يبني وطنا، وشخصنة الخلاف الي حد الشتيمة وتوجيه الاساءات لايعبر عن حالة مجتمع معافي، دعونا نختلف بحب ونتحاور باحترام بعيدا عن التشفي والغبائن.
العنف اللفظي والتعريض والتنمر الذي رفضناه في مواجهة اخرين لن نقبله في دكتور القراي لانه مسؤول في وظيفة عامة ، اذا احسن فاشكروه وان اساء فحاسبوه بعيدا عن الاساءات والتعريض، المبادئ لا تتجزأ ولا تتغير بتبدل الاشخاص، سنظل ندعو ما حيينا الي تعقيم القاموس السياسي والناي عن الخطاب العنيف والفاحش في مواجهة الخصوم السباسيين حتي نصل الي الاعتدال الذي نصبو اليه في تعاملنا مع من يخالفنا الراي .
كاتب هذا المقال لديه راي صريح في القراي، افكاره، شطحاته، تصريحاته ، نزعاته السباسبة واخطائه الكبيرة، عبرت عن موقفي منه خلال مقالين احدهما ( وما ادراك ما القراي)؛ و الاخر بعنوان(شكرا حمدوك) بعد قراره تجميد مناهج القراي ولكن هذا لن يجعلنا نقبل بان يساء الرجل الذي له مطلق الحق في انتماءاته السياسية والفكرية.
حينما بدات توجهات الرجل الفكرية ونزعاته السياسية تؤثر علي موقعه الذي يقتضي نهجا قوميا ومهنيا معتدلا نصحنا القيادة باقالته ليس من باب التشفي في شخصه وانما منعا للفتنة ، وعبرنا عن اشفاقنا من ان يؤدي ما فعله الرجل بالمناهج الي حدوث ما لا يحمد عقباه، بذات المنطق ندعو الان لوقف الهجوم علي القراي .
ليس لاحد مصلحة في تسميم الجو العام اكثر مما يحدث الان كما ان ردود الفعل التي تتشفي في الرجل الان ستنقل الخلاف من خانته المهنية والموضوعية الي مربع الغبينة الشخصية لدوافع خاصة او سياسية وفي مثل هكذا سلوك افراغ للخلاف من محتواه المهني وشحذ للساحة باحتقانات قد تؤدي الي معارك غير مطلوبة في هذا التوقيت.
لا نريد لقرارات الحكومة في مواجهة شطحات الافراد ان تتحول لحفل شواء ناكل فيه لحم المسؤولين فنوصد الباب مستقبلا امام التصحيح والمراجعات، ولا نود ان تتحكم الاهواء والامزجة والخلافات السياسية في تعاملنا مع القضايا الكبيرة، اخطا القراي لانه استهدف التيارات الاسلامية بمختلف توجهاتها فصرعته لانه لم يراع حساسية ما يفعل ولم يفحص خطورة ما يقول في وطن مثل السودان يثيره كل ما يمس مسلماته وفي مقدمتها الاسلام.
لا اعتقد ان معركة المناهج قد انتهت بالتجميد ولا بوضع القراي استقالته علي منضدة الدكتور عبدالله حمدوك، اختزال القضية في مساجلات الكيد السياسي ستعود وبالا علي الوطن المثخن بالخلافات الايدلوجية والموزع دمه بين قبائل ساس يسوس.
يظل القراي مواطنا سودانيا وصاحب كسب اكاديمي معلوم وان اختلفنا مع توجهاته ، نرفض مناهجه وتصريحاته ونعتقد انه لم يكن مناسبة لموقع يتسم بقداسة مهنية ، ولكنا ضد التنمر والاساءات وشخصنة الخلافات في التعامل مع الشأن العام.
صحيفة اليوم التالي