واحدة من اهم القرارات التي اتخذها رئيس مجلس الوزراء او ربما هو القرار الأهم علي الاطلاق كان تجميده للتعديلات التي بدأها الدكتور عمر القراي علي المناهج ودعوني اقول أن حمدوك و بهذا القرار أوقف العشوائية والعبثية التي تمت بها هذه الخطوة المهمة والصعبة والخطرة لانها مرتبطة بتعليم النشء وتربيتهم وتغذية عقولهم بالأفكار فهل من المنطق ان يتم التعامل مع مسألة كتعديل المناهج دون الرجوع للخبراء والمختصين ومااكثرهم لتقوم بذلك لجنة مصغرة تتحمل هذه المسؤولية التاريخية والنتيجة لذلك خرج التعديل وقد شابته هذه الاخطاء والانفلاتات المنهجية والتربوية والدينية التي لم يعد السكوت عليها ممكناً وحسناً فعل حمدوك بتعطيل هذه الخطوة والتوجيه بتشكيل لجنه قومية تقوم بهذا العمل الكبير وفقاً للأسس العلمية السليمة المتبعة في كل أنحاء العالم وهو هدف ينشده الجميع باعتبار ان المناهج حقيقة تحتاج الي معالجات ضرورية لتواكب روح العصر لكن بالتاكيد ليس علي طريقة القراي وحسناً فعل حمدوك وهو يستجيب لمكونات المجتمع السوداني التي رفضت جملة وتفصيلا محاولات المساس بالعقيدة التي كشفتها هذه الإضافات المخلة ولعل هذه الاستجابة قد كشفت لحمدوك الذي غاب عن البلاد طويلاً وعاد ليجد نفسه محاطاً بمن حجبوا عنه الرؤية ومنعوه من الالتحام مع الشارع لتفوت عليه حقائق كثيرة أهمها ان هناك ثوابت أصيلة يجتمع حولها اكثر الفرقاء فرقة وأكثر المتخاصمين خصومة لانها ثوابت مبدئية كما حدث في موضوع المناهج التي التف واتفق علي مناهضتها مكونات وكيانات لاتربطها أيدلوجية ولامصلحة ولااتفاق سياسي لذلك ارجو ان يكون السيد رئيس الوزراء قد وضحت له الصورة تماماً وهي الصورة التي غبشها وشوهها له بعض ممن اتخذهم مستشارين من الذين انقطعت صلتهم بالمجتمع السوداني لفترات طويلة بسبب الهجرة وللعمل بالخارج وبعد أن عادوا جلسوا في أبراج عاجية معزولين ومافي زول يلومهم طالما هذه هي الظروف التي وجدوا انفسهم فيها لكن عليهم ان يكونو صادقين مع انفسهم حتي لايورطوا الرجل بعزله عن المواطن الذي عقد عليه الامال
الدائرة اقوله ان التراجع عن تعديل المناهج هي واحدة من المكتسبات التي حققتها الديمقراطية التي هي ليست هبه من شخص او هدية من احدهم بل هي حق مكتسب للشعب السوداني انتزعها بدم أولاده وأرواحهم الغالية لذلك من حقه ان يختار مايجب ان يتعلمه أبناءه وما ينشأون عليه
كلمة عزيزة
خطاب استقالة القراي الذي وجهه لدولة رئيس الوزراء عليه ملاحظتين الاولي انه كان يفترض ان يوجهه للسيد الوزير لانه معين من قبله متخطيا بذلك المؤسسيه والوزير هو الذي يقبل الاستقالة او يرفضها والملاحظة الثانية ان الخطاب لم يكن خطاباً لتوضيح مسببات الاستقالة بقدر ماكان ضرباً تحت الحزام لدكتور حمدوك ومحاولة تصويره بانه تراجع عن أهداف الثورة وكأن العودة للحق والاستماع لصوت العقل والانصياع لرأي الأغلبية والجماعة هو عند القراي خطأ وخطئية
كلمة عز
استجابة حمدوك لرأي الشارع جسدت عودة الرجل الي حيث يوجد الشعب بعد طول ابتعاد عن سماعه او ملامسة أشواقه حمدالله علي السلامة ياريس!