علي كل _ شكرا حمدوك..!! _ محمد عبدالقادر
حسناً فعل الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بقراره تجميد العمل بالمقترحات المطروحة من إدارة المركز القومي للمناهج والبحوث التربوية والتي كادت ان تحدث فتنة في الشارع السوداني لاتبقي ولاتذر.
انحاز دكتور حمدوك للشارع السوداني العريض وأظهر اهتماماً بما أثير مؤخراً حول قرارات وخطوات د.عمر القراي رئيس المركز القومي للمناهج ، وكان في الموعد تماما وهو يولي الاهتمام المطلوب للامر الخطير والمستفز.
غير ما فعله حمدوك من واد للفتنة التي اراد ان ييقظها القراي باستهدافه المتكرر لعقيدة الشعب السوداني فقد اظهر القرار يقظة مطلوبة من القيادة وهي تستجيب لصوت الشعب السوداني في قضية مركزية وجوهرية تتصل بالمناهج الدراسية.
جاء بيان الدكتور عبدالله حمدوك موفقا وهو يحرر المنهج من قبضة القراي ونزعاته السياسية وتوجهاته الايدلوجية ويضع الامر امام لجنة قومية تضم التربويين والعلماء المتخصصين لاقرار مناهج جديدة حسب الاسس العلمية المعروفة في اعداد المناهج الجديدة تراعي ( التنوع الثقافي والديني والحضاري للسودان ومتطلبات التعليم الحديث).
الدكتور القراي لم يكن موفقا في اصراره علي وضع منهج يعبر عن ايدلوجيته الفكرية وعصبيته السياسية ، كتبنا هنا قبل يومين ان الرجل تعامل مع امر المناهج بعبثية شاذة وصلت حد وضع صورة تجسد الذات الالهية في هيئة بشر ضمن مقرر كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائي، قلنا ان الرجل(شذ) و(بالغ) في ادخال يده علي منهج وضعه خبراء في معهد التربية بخت الرضا، واقحم ( منفردا) ورغما عن انف المؤلفين ولجنتهم صورة خلق ادم عليه السلام ل( مايكل انجلو) والتي تجسد الذات الالهية في هيئة بشر يمد يده نحو ادم عليه السلام في اشارة لنفخ الروح.
نعم كثرت شطحات الرجل الذي وضع نفسه في مواجهة مع الشارع اكثر من مرة وقد كان مطلوبا ان تتدخل قيادة البلد لوضع حد لتهوراته وتصريحاته ومعاركه المستمرة، لم يكن امام مجلس الوزراء الا ان يلغي قرارات القراي او يعفي الرجل او يقدم علي اتخاذ الخطوتين معا.
نعم سنظل نردد علي مسامع الحكومة (ان المركز القومي للمناهج مكان علي قدر من القداسة المهنية من المفترض وضعه بعيدا عن غبائن السياسيين وشرور الناشطين، فالقراى شئنا ام ابينا يعتنق فكرا دينيا عليه الكثير من الخلاف، وقد درج علي التعامل مع هذا الموقع كناشط سياسي اكثر من كونه خبيرا في موقع يتطلب كفاءة مهنية محايدة واستقامة فكرية لا تجنح للشطط او التطرف،.)
في مثل هذا المقام يصح ان يردد كل السودان ( شكرا حمدوك) علي قراره الجرئ والشجاع ونتمني ان يتخذ القراي قرارا من تلقاء نفسه بالابتعاد عن هذا الموقع الحساس فقرار حمدوك اقالة غير مكتوبة للرجل…
صحيفة اليوم التالي