لم تخيب حكومة الدكتور عبدالله ظننا في قسوتها علي مواطن انتظر علي يديها الرفاه والاستقرار، تمنيناها ان تتخذ قرارا واحدا ينحاز لمعاناة الناس ويعبر عن احساسها بما يواجهون من عنت ومشقة في سبيل الحصول علي لقمة العيش الكريم.
بالامس اعلنت وزيرة المالية د. هبة محمد أحمد علي، عن تعديل في أسعار تعرفة الكهرباء، بزيادة تجاوزت نسبة (500)%، ابتداءً من اول يناير 2021 حتى العام 2024.
وتاتي زيادة الكهرباء مثلما هو معلوم بعد زيادات وبنسب مهولة في اسعار الخبز والوقود والدواء ، وارتفاع في اسعار السلع بالاسواق وصل في بعضها الي اكثر من 1000% .
لا ادري لماذا تمارس الحكومة كل هذه القسوة علي المواطن وهي تعلم بؤس حاله وقلة مداخيله، وهل يعي المسؤولون ان اكبر راتب في الدولة لايمكن ان يدير احوال اسرة متوسطة لمدة اسبوع.
الا تعلم الحكومة ان الناس خرجوا عن الانفاذ بحثا عن الرخاء واحتجاجا علي الازمات والغلاء.. لماذا ارتفعت الاسعار الي هذا الحد في دولة اصبحت للجباية لا ادارة شؤون الناس.
لماذا تشق الحكومة علي المواطن الي هذا الحد و تفتقر بمكونيها العسكري والمدني الاحساس بالحال الذي يواجهه المواطن، تري هل مسؤولية القائمين علي الامر اعلان الزيادات فقط ام البحث عن بدائل وسياسات واستراتيجيات تعصم المواطن من غليان الاسواق واستمرار الزيادات بوتيرة لا ترحم.
لااعتقد ان هنالك ما يشفع لهذه الحكومة بالبقاء بعد ان اصبحت اخفاقاتها سيفا مسلطا علي رقاب الشعب وسوطا من نار يلهب ظهور اهل السودان ويفجعهم كل يوم بزيادة جديدة وكانما لدي المواطنين ماكينات لطباعة الاموال داخل المنازل.
زيادة الكهرباء سترفع اسعار الاسواق الي اكثر مما هي عليه ( عايرة وادوها سوط) وستضاعف معاناة الناس الي اكثر مما يحدث الان ، من الواضح ان هذه الزيادات لن تتوقف وسيظل المواطن نهبا لسياسات الحكومة الرعناء وضعف ادائها المعلوم..
اتقوا الله في هذا الشعب ايها الحكام فلقد ضاقت به الحياة وبلغت روحه الحلقوم مع زيادة الاسعار وغليان الاسواق والزيادات التي ظلت تعلنها الحكومة في كل يوم..
غابت الرؤية وانحرف مسار التغيير عن جادة الطريق وركب الثورة سارقو الدماء والانتهازيين وتلاشت الاستراتيجيات والخطط ، وانفضحت الكفاءات ، النتيجة بعد عامين من التغيير غلاء فاحش ، زيادة قاتلة وفاجعة في اسعار الوقود والخبز والكهرباء والغاز، صفوف وازمات، ندرة في الدواء، اغلاق المستشفيات والمدارس، موت بالجملة ، جوع وتفش للامراض..
اللهم لطفك ورحمتك بهذا السودان واهله…
صحيفة اليوم التالي