همس الحروف _ مبروك لملك “الكلمة” عثمان ميرغني _ الباقر عبد القيوم علي
بعيد عن أجواء المحاصصات و الواساطات و الشلليات التي تخيم على أجواء السودان في هذه الأيام ، كانت الإمارات كعادتها متألقة بإحتضانها “لجائزة الصحافة العربية” التي تعتمد في إختيارها للفائزين بهذه الجائزة على الشافية و الجودة التي تقوم على التنافس الحر و الشريف الذي يمنح صاحب كل ذو حق حقه بقدر ما يقدمه للقراء من تميز وإبداع من خلال مسيرته الصحفية ، و تعتبر هذه الجائزة من أفضل وسائل التحفيز للكوادر الصحفية في الوطن العربي بما تخلقه فيهم من روح المنافسة بين الذين يسعون لإعتلاء هذه المنصة ، ولذلك يجتهد الكثيرون منهم في تنمية ملكاتهم الإبداعية الفردية و التي تصب في ماعون العمل الصحافي العربي ، و هذا يعتبر من المحفزات الحقيقية التي تشجع الصحافيين العرب من أجل تجويد دورهم الاعلامي الموجب في نشر الوعي و ما يفيد القارئ العربي ، و عبر هذه المنافسات يخرجون من دوائرهم المحلية المغلقة في دولهم الي رحاب اكثر سعةً وإمتداداً على الصعيد العربي ، و كان ذلك ضمن دورتها التاسعة عشرة من خلال حفل افتراضي أقيم بدبي مراعاة للوضع العالمي الصحي الذي تأثر بجائحة كرونا
و في وسط هذه المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني و التي رسمت مشاهد من الحزن الاسود في معظم البيوتات السودانية التي تعثرت تماماً عن مجاراة الحياة نسبة لعجز السواد الاعظم من أفراد هذا الشعب عن توفير أبسط مقومات المعيشة الكريمة ، و التي يرجع أسبابها للإنفجار الحاد في الأسعار التي خرجت عن إطار المنطق و المعقول ، و ما فرضه الواقع نتيجة التخبط الحكومي والفشل الواضح في إدارة الملف الاقتصادي برمته ، و لكن وجود بعض النقاط البيضاء على هذه الصفحات السوداء قد يعطينا مساحة من الأمل و يزيد من مقدرتنا على الصبر وتحمل الصعاب ، مثلما إستطاع الاستاذ عثمان ميرعني ان يمنحنا الفخر به من خلال عموده الذي عرف بجرأته و صدقه في الطرح ونال به فوزاً مقدراً إعتلى به هذه المنصة في هذا العام ، و بالرغم من صغر حجم هذه النقاط فاقعة البياض إلا انها تحوي بداخلها على مساحات شاسعة من الجمال الذي يمكن أن نمسح به دموع بعضنا من الذين قهرهم الدهر و الجمهم الفقر الذي تم تصنيعه داخل وزارات الدولة ، و لذلك يجب أن نجعل من مثل هذه المساحات فرصة لتوسيع دائرة الفرحة و التفاؤل و بث الأمل وصناعة الابتسامة على وجوه مستحقيها
في هذه الفعالية فقد سطع نجم الأستاذ عثمان ميرغني بجائزة العمود الصحفي في هذا المحفل المتخصص للاحتفاء بالتميز الصحافي في المنطقة العربية ، و هذا ما يبرهن على المستوى المتقدم من العمل الذي كان يقدمه خلال مسيرته ، و الثقة التي نالها هذا الكاتب المخضرم ، لتكون سبباً لفوزه بهذه الجائزة العظيمة وهي تقييم عموده كأفضل عمود صحفي لهذا العام ، و الذي يعد من أمير أعمدة الصحافة في الوطن العربي الذي إستطاع أن ينتزع به الفرحة لنا و الفخر و الفوز من بين 6000 عمل صحفي كان منافس له ، وهذا الفوز يجب ان يفسر علي أنه فوز للسودان و لا يقتصر عليه كفرد ، و بهذا حق لنا ان نفخر به علماً من رموز الابداع الفكري و الكتابي في السودان والمحيط الافريقي والعربي
آلاف التبريكات لهذا الرجل المبدع الذي زرع البسمة والفرحة علي وجوهنا و الكثير من أفراد هذا الشعب بفوزه بهذه الجائزة التي عرّفت الناس علي المستوى العربي بأن هذا البلد يزخر بمثل هذه المعادن النفيسة ، إذ يعد هذا الرجل من أميز عمالقة الكتابة الصحافية في العالم العربي و الذي يمتلك موهبة إبداعية مميزة و فريدة في فنون التحليل السياسي و التخطيط الإستراتيجي و البعد الثالث و الأستشعار ، و كما يعتبر من الشخصيات البناءة و الناصحة و صاحبة الفكر المتميز ، والحس الصحافي رفيع المستوى ، و كذلك يعد من الشخصيات الناضجة جداً و التي يعول عليها ، فهو رجل قومي من الطراز الاول ، و يحمل هم هذا الوطن على رأسه ولا يخشى في الحق لومة لائم ، فالتحية لقلمه المبدع و المصادم في الحق و بالحق و لهذا حق له أن يكون من ضمن هذه الكوكبة التي نالت الجائزة وإعتلت هذه النصة بكل فخر لأنه رجل عصامي إستطاع ان يبني قصراً منيفاً من الحجارة التي ألقاها أعداؤه عليه
فالشكر أجزله لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً لتبنيها هكذا فعاليات تبث روح الإبداع في العالم العربي والإسلامي ، و الشكر الخاص والخالص الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله لرعايته الكريمة لهذه الجائزة التي تعنى بالتميز الصحافي في المنطقة العربية ، و كما اتقدم كذلك بأسمى آيات الشكر لرئيس مجلس إدارة هذه الجائزة وأعضائها الكرام لما بذلوه من جهد مقدر و تعب و تمحيص حتى وصولهم الي هذه النتيجة التي أسعدتنا ان يكون من ضمن الفائزين بها الأستاذ القامة عثمان ميرغني ، و كما اتقدم بالتهنئة الخاصة والخالصة لكل الفائزين في هذا العام بجائزة صاحبة الجلالة
كل التهانى للأستاذ الصحفى المخضرم وصاحب العمود المقرؤ دوما لنيله هذه الجائزة المستحقة
عثمان ميرغني صحفي مقتدر ، وجرئ وصادق تستحق كتاباته ذلك التكريم والاحتفاء ..
مبروك استاذ عثمان
مبروك الوطن السودان