مزارعو الرهد يشكون (العطش والخسارة) والسبب (الري)
وزارة الري تصر على توفير المياه
الرهد : النورس نيوز
تعالت أصوات مزارعين بمشروع الرهد الزراعي، بالشكوى من عطش محصولاتهم وعدم انسياب الري الى زراعتهم، مطالبين بحل عاجل، محذرين من فشل الموسم الشتوي، وشكى المزارعون من تكبدهم خسائر بمليارات الجنيهات في التحضير للزراعة، واقرت إدارة المشروع بوجود عجز كبير في الري لموسم العروة الشتوية.
وتصر وزارة الري والموارد المائية في السودان، بأن الأراضي التي تتعرض للعطش، هي أراضي خارج مساحات المشروع، وتشكل امتدادات له.
وشدد مدير عام هيئة الرهد الزراعية عبدالعظيم عبد الغني، على أن استمرار مشكلات (الري والعطش)، لن تمكن المشروع من الإيفاء بالتزاماته تجاه المشروع.
وقال في جولة ميدانية بالمشروع إن نتائج هذا الوضع ظهرت الآن، من خلال (المفاضلة) ما بين (شراب المواطنين أو المحاصيل) خاصة أن المشروع لا توجد به مياه جوفية.
وتابع: (الناس تقاتل لسقي أنفسهم، محاصيلهم، حيواناتهم) ، مبيناً أن جملة مساحة المشروع تبلغ ٣٥٣ الف فدان، استهدف منها ١٨٩ الف فدان صيفي، والشتاء حوال ١٢٠ الف فدان ، واقر ان هناك عجز كبير في العروة الشتوية.
وأعلن عبدالعظيم خروج ٥٠% من مساحة العروة الشتوية لمحصولي القمح وعباد الشمس بسبب العجز في الري، ولتفادي دخول المزارعين خسائر تم ايقاف زراعة القمح.
منوهاً الى استهداف زراعة القمح (٢٠) الف فدان تمت منها زراعة ٢.٧ الف فقط، أما زهرة الشمس استهدف ٣٠ ألف فدان ولم يزرع غير ٩ الآف فدان ، أما العدسية ٢٠ ألف فدان زرع منها ٥ الآف فقط.
مشدداً على ضرورة مراجعة الوضع الراهن للمشروع في مجال تقديم الخدمات المياه.
وتقول وزارة الري والموارد المائية بنجاحها في توفير 100% من المياه للمشروعات المروية بالبلاد.
واشار عبدالعظيم ألى أن هناك تجاه لقيام ورشة تحت إشراف مجلسي السيادة والوزراء لمناقشة كل المشكلات المتعلقة بالمشروع والخدمات للمزارعين، من صحة وتعليم ومياه وبنيات تحتية.
واكد من المزارعين، بالتفتيش العاشر بالمشروع (عطش وتلف) محصولاتهم، و(فشل) زراعة محصولي القمح وزهرة الشمس، وشددوا على تكبدهم (خسائر فادحة) بمليارات الجنيهات في التحضير للزراعة، مطالبين بحل عاجل لإنقاذ محصولات العروة الشتوية.
وقال المزارع بالمنطقة الريح محمود، إن المسؤول عن الري (لا يحضر وما شفناهو)، وشكى المزارعون ولكن لاتوجد (آذن صاغية) حد قوله.
وزاد زرعت قطن قمح زهرة الشمس، وحالياً (ستنتهي ومافي زول يعوضنا)، بسبب انعدام مياه الري، مناشدًا بضرورة الإسراع في حل المشكلة، وتابع (عايزين صوتنا يصل للمسؤولين) ، مشيراً الى ان سعر جوال الذرة ارتفع من ٣ الآف الى ٨ الآف نتيجة لتراجع وفشل المساحات المزروعة.
وقال المزارع عبدالله عمر، إن خسائر زراعته للقمح وزهرة الشمس تقدر بنحو ١٥ مليون جنيه بسبب المياه، مضيفاً: هناك تماطل في حل مشكلات الري، ما أدى لتلف مساحات مقدرة بالمشروع.
وشدد المزارع ابراهيم عباس، على الضرر الكبير من العطش، وقال ان لديه ١٦٢ فدان مزروع بمحصولات زهرة الشمس والذرة، مبينا ان آخر ري لمحصول زهرة الشمس كان في نهاية اكتوبر الماضي، وذكر (نشوف الموية في الترعة وفي اليوم الثاني لا يوجد شئ)، لافتا إلى أن الرد على الشكاوي المقدمة، لم يظهر أي حلول، كذلك لا تجدي ردود المسؤولين لنا (بالانتظار وأن الموية جاية).
واوضح المزارع عبدالله عبدالرحمن، ان لديهم حوالي ٨٠٠ فدان، تم تجهيزها لزراعة قمح، وقال ان المساحة المروية نحو ٧٠ فدان فقط، مؤكداً ان الزمن ليس (في صالح المزارعين) لأن الزراعة مواقيت (لا تحتمل التأخير)، مشيراً إلى أن المهندسين لديهم علم (بكل مايحدث).
وجراء هذا الجدال، لا يتبقى سوى تدخل حاسم من الدولة، وتحميل المسؤولية للجهة المقصرة، وتحديد أوجه القصور، ولكن قبلها ينبغي النظر لأحوال هؤلاء المزارعين وتدارك حالهم بغض النظر عن أين تقع أراضيهم.