● تأبي علينا هذه العام ان يغادر الا وقد ارخي الموت الرهيب سدوله واخني بكلكله في جل الاحبه وتخير الاقرن الاملح بين القوم ..عشنا في برهة وقت وقد شهدنا في زمان الناس هذا رحيل الاكارم الاكابر، العلماء الفضلاء ومن يفتقدون بين الناس ويحتاجهم زمانهم حتي خلنا كأن ابن النبيه يعني زماننا :
– الناس للموت كخيل الطراد
فالسابق السابق منها الجواد
والله لا يدعو الي داره الا من استصلح من ذي العباد
والموت نقاد علي كفه جواهر يختار منها الجياد
● لم تدلك شمس الاربعاء ٢٣ديسمبر ٢٠٢٠م من كبد السماء الا وقد غادر ديار الفانيه الي رحاب الباقيه خوجلي حبيب الله حامد، ذلكم الفتي:
– سمح الخلقه برا وجوا
الممتاز باسرار جوا _علي قول الشيخ البرعي
مر خوجلي من هنا وقد حفل المكان وجمل الزمان بجلائل الاعمال وكرائم الافعال بكرم يخجل الغيث ويتعب اللاحق وبطن راح يندي وطبع يعطي، ثغر مبتسم ووجه مطروح وخلف من بعده حزن مقيم، حسن السيره وطيب الاحدوثة، حتي كدنا نصنفه فريد عصره سخاء ووحيد دهره رخاء ومهيع مصره نوالا، فقد انفق حفيد (خنجر امات لبوس) بلاخوف إملاق واعطي بلاخشية إفقار..كان خوجلي قضاء للحوائج وجابرا للخواطر وميسرا للعسر، فقد ضاقت الدنيا بذلكم السميدع الذي عمرها عبادة، جودا وسماحة، والفانية تضيق بارباب الباقية!..كان خوجلي يتمثل سيرة جده العارف الكامل الشيخ الخنجر وتحسه يتشوق لذكر خليفته خريف الصيف الشيخ محمدنور ويعشق مسيد المهيلة وخليفته الحالي الشيخ محمد الراجل، فلا غرو فخوجلي من تلك النبت ومن ذاك الغرس الطيب :
– جبل أحد الأصم لزم التقيلة القاسية
ـ مفتاح رزة المحنة المصلبه عاصية
ـ وين مركب عظمتو الليله أمست راسية
ـ وين الليلة غاب البدري ضو الماسية
● فواجع الناس في بلادنا عامة وفي ربوع بحر ابيض خاصة بلحاظ الظروف العسيرة التي تعتور هذا الاوان علي وقع الضوائق، ألم يؤثر (في الليلة الظلماء يفتقد البدر)؟!، فان المواجع تفتقط في فقدان الغيث النافع والعطاء الناجع، البذل السخي والكنف الرخي وفقيدنا الحاج خوجلي حبيب الله في قيدومة ذلك التوصيف، وحري ان تعرف يا صاحي ان فقيدنا قد لزم المكارم ورحل عن الدنا بعمر قصير:
– يا كوكبا ما كان اقصر عمره وكذا تكون كواكب الاسحار
● يعد فقيدنا الحاج خوجلي تجسيد حي لرجل الدنيا والدين، الصوام القوام والذاكر الشاكر والحاج،المعتمر والزائر .. تعمرت برفده مساجدا ومسائدا وقضيت بدعمه حوائجا ولوازما وشيدت بمدده دورا وسوحا..سقي من ريع نعمته عطشان واطعم دسم طعامه جوعان، فك ببذله مغروما وحل بماله اسيرا ..بقاع السودان و(حلال) بحر ابيض و(بقع) الشيخ الخنحر اصلها وفرعها تنبئك عن غوثه..تجده في محل عمله كانه في مسيد لا يروم ربحا ولا يبقي تكسبا وفي منزله كانه ضيف وانت (رب المنزل)، محاسنه عصيه الحصر ومناقبه لا تبلغ العد، رغما عن انه يعتمل الاخفاء والستر في ما يجود وينفق:
ـ عريس الصافنات ودالنحاس القنت
ـ العزة العليها الشعراء كلها غنت
ـ وقت حبل الوريد وقفت حركتو وصنت
ـ الناس نوحت متل البكار الحنت
● بفقد المرحوم خوجلي حبيب الله فقدت اسر شتي العائل وخسرت صنوف مكارم النائل وتصرمت اوقات كانت محضورة بعلو الهمه وصدق الاعتقاد وخلوص الاعمال وزين الفعال وقد كان الفقيد خوجلي شديد التعلق بخاله الراحل عبدالباقي عبدالكريم لذا كان (اكثرهم عليه لزوقا واولهم به لحوقا) فلحق بخاله بعد ايام معدودات..وقد عظم الفقد وجل المصاب ولزم العزاء لاسرته ووالده الحاج حبيب الله واخوته عبدالكريم وفتح الله ود.محمدزين وابنه احمد واخوته واخواته وابناء اخوته واخواته والوالي وراق واسرته وابوذر ومحمد كنو وادم التاج وعيال الزين قسم السيد وعثمان وبكري الطيب ووو..في حال هكذا فقد فان الثلمه اكبر من السد والفتق اعصي علي الرتق، بيد ان النزوع للمشيئة والرجوع لقدر الله اولي واكمل سيما لعارفي فضل الراحل وفاقدي نواله _وهم كثر:
– بقينا وراك متل فاقد الأهل والخبرة
ـ بقت القعدة مكروهة وقبيحة وعبرة
ـ جرح الفرقة ماتقول يا اب سوالف ببرا
(انا لله وانا اليه راجعون) الاية