الخرطوم: النورس نيوز
على نحو مفاجئ دفع قاضي محكمة مدبري انقلاب 1989م، عصام الدين محمد إبراهيم، باستقالته من رئاسة المحكمة، عقب مرور نحو (15) جلسة من جلسات القضية.
وعلل القاضي استقالته بسبب ظروفه الصحية، قائلًا إنه يعاني (ضغط الدم) وأمراض أخرى أخرى تتطلب عدم الإنفعال.
وتكتنف الاستقالة حالة من الغموض لا سيما وأنها جاءت بطريقة مباغتة، ولم توجد أي مؤشرات سابقة توحي بأنه سيغادر منصبه، وسط تكتم كبير من رئيسة القضاة حول الاستقالة التي قال إنها أصر على تقديمها.
إشارة وداع
قال القاضي عصام الدين محمد إبراهيم ،إن جلسة اليوم الثلاثاء، هي آخر جلسة له في القضية، وأنه ابلغ رئيسة القضاء نعمات محمد عبدالله بطلب تنحيته، وأنها قبلت تطلبه تحت الحاحه الشديد بإعتذاره عن مواصلة القضية، مشيراً إلى أنه قد اوكل الملف إلى قاضٍ آخر، وحدد جلسة الخامس من يناير 2021 موعدا لاستئناف الجلسات.
الطريق لمحكمة الانقلابيين
أصبح قاضى المحكمة العليا ورئيس الجهاز القضائي ببحرى، عصام الدين محمد أبراهيم، قاضى محكمة أنقلاب 1989، ثاني قاضى سوداني يحاكم رئيسا سابقاً فى تاريخ السودان، بعد قاضى محكمة الاستئناف الصادق عبد الرحمن الفكى، الذي حاكم البشير في قضية النقد الأجنبي.
وتسلم القاضي قضية الانقلاب بعد رفض عدد من القضاة الملف بحسب معلومات تحصلت عليها (النورس نيوز) ، وبرز اسمه بعد أستلامه ملف مدبري انقلاب 1989م والذى يحاكم به الرئيس السابق ومعه 27 من رموز نظامه السابق بتهمة الإطاحة بنظام الحكم الديمقراطي قبل 30 عاما.
من هو
عصام الدين محمد أبراهيم ، حسب معلومات تحصل عليها (النورس نيوز)، من مواليد الولاية الشمالية فى أبريل 1960م، وهو من القضاة المهنيين حسب أقوال القضاة المعاصرين له، تخرج من جامعة القاهرة الفرع (النيلين حالياً) والتحق بالسلك القضائي بعد تخرجه حتى أصبح قاضي محكمة عليا.
أبرز القضايا
عمل عصام الدين في كثير من مناطق السودان، مثل كردفان ودارفور ، وكذلك كان القاضى أحد اعضاء محكمة المتهمين بقتل الصحفى الشهير محمد طه محمد أحمد. وقالت المصادر إن القاضي أصدر قرارات عديدة في قضايا القتل العمد بالاستناد إلى القانون الجنائي.
القاضي الحاسم
أرتبط أسمه بعدد من القضايا التى شغلت الراى العام فى السنوات السابقة حيث أنه كان أحد أعضاء المحكمة الخاصة بجرائم دارفور.
وأصدر القاضى عصام الدين محمد أبراهيم أحكاماً ضد جهاز الأمن فى قضية متهم فيها القيادي بالمؤتمر الشعبي يسن عمر الإمام.
طرائف من المحكمة
شهدت محاكمة مدبري انقلاب 1989م وقوع عدة طرائف وقفشات، أبرزها في أحدى المرات اعترض القاضي عصام الدين محمد ابراهيم على خطبة الدفاع التي قدمها المحامي أبوبكر عبد الرازق، وهدده القاضي بفصل المايكرفون عنه في حال الاستمرار في تقديم الخطبة (السياسية).
كذلك رد بصورة مضحكة على طلب الدفاع برفض الوقوف تضامناً مع القضاة المفصولين واستقلال القضاء السوداني.
وكان أحد محامي الدفاع قد طلب في بداية الجلسة التي عقدت في احد الإيام بالوقوف تضامناً مع القضاة المفصولين بقرار لجنة إزالة التمكين، قائلاً: “نعلن تضامننا مع السادة القضاة المفصولين، ونقف دقيقة في هذه المحكمة تضامناً مع استقلال القضاء السوداني”.
إلا أن القاضي مولانا عصام الدين محمد ابراهيم، رد عليه بقوله: “اتفضلوا اقعدوا يا أساتذة، ولو واحد تاني كررها المحكمة ستتخذ في مواجهته إجراءات قانونية صارمة”.
وأضاف: “ما دايرين لا تهليل ولا تكبير ولا هتاف من الدفاع أو الاتهام ما دايرين غير محاكمة”.
ومازح القاضي المتهم في القضية، يوسف عبدالفتاح حين أراد الانسحاب من المحكمة بالقول (مافي انسحاب، إلا تعمل انقلاب تاني) ثم كان لطيفاً مع الطيب محمد خير حينما عرف إسمه بأنه أبو تاج مرفعين الليل، حيث رده عليه القاضي بالقول (جميل) وطلب تعريفه باسمه الحقيقي.
كذلك رد بصورة حاسمة على كمال عمر بأن لجنة التمكين ستقوم بفصلكم، رد عليه (ما عندك معانا شغلة).