بقايا اوراق _ ألقاب فنية بطعم النوتيلا _ رندة بخاري
1
في عهد الأغنية الذهبي، أي في حقبتي الستينات والسبعينات، كان الجمهور هو الذي يُلقِّب الفنان، واللقب لا يطلقونه عليه هكذا اعتباطاً، وإنّما بعد مسيرة فنية حافلة بجميل الأغنيات، وعلى سبيل المثال الفنان إبراهيم عوض، عندما ولج سوح الغناء وأحدث ضجة كبيرة (وفات الكبار والقدرو)، لقّبه جمهوره بالذري، لأن دوي تجربته أشبه من وجهة نظرهم بدوي انفجار القنبلة الذرية، فالرجل رحمة الله عليه أحدث نقلة كبيرة في الأغنية السودانية، وكان له قصب السبق في انتشار الأغنية الخفيفة والنماذج كثيرةٌ.
2
اليوم تنوّعت ألقاب الفنانين، فهُناك الدكتور والدبلوماسي والملك والسلطان والجبلية والدولية، وأخيراً النوتيلا.. والمُحيِّر في الأمر أنّ بعض المطربين والمطربات لا ينتظرون أن يُلقِّبهم جمهورهم، فأصبح الكثيرون منهم يلجون سوح الغناء بألقابهم، (يعني جاهزين)، ويختارون ما يشاءون من الألقاب التي نجدها تسبق أسماءهم عبر إعلانات حفلاتهم أو عبر حساباتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي تقديري، أنهم وفّروا على جمهورهم عناء المشقة والبحث عن لقبٍ، إذ أن بعضهم لا يستحق ان نطلق عليه اسم فنان أو فنانة..!
3
من وجهة نظري المُتواضعة، أنّ الألقاب هي نتاج تجربة فنية ناجحة أتت أُكلها، واستطاعت أن تحدث الفرق في تاريخ الأغنية السودانية، ودُونكم الفنان الراحل محمود عبد العزيز (الحوت) لقبه المحبب إلى قلبه، إلى أن توفاه الله، واللقب امتدّ إلى جمهوره (الحوّاتة). ومحمود تجربة جديرة أن يحتذى بها كل الفنانين الشباب، لكن للأسف، العديد منهم لم يعد هَمّه الأول ما يقدم، بقدر ما هَمّه ما يربح، وإذا حاولت أن أطرح سؤالاً على الجميع، ما هي آخر أغنية استمعتم إليها وتركت مفردتها ولحنها أثراً لديكم، وبالتالي حفظتم مطلعها سريعاً ودندنتم به؟ عن نفسي لا أذكر، واللا أقول ليكم “وحبيبي طقشتو الركشة”.. وعلى ذلك قس..!
ranadabokary@gmail.com