بقايا اوراق _ في ذكرى الثورة وخاب ظني _ رندة بخاري
1
ثمة آمال عراض وأمنيات كثيرة فتح لها كل أهل الإبداع، الباب واسعاً بعد ثورة ديسمبر المجيدة، التي نتنسّم عبير ذكراها اليوم، وبما أن السودان بتلك الثورة يمر بعهد جديد، توقعوا أن ينصلح الحال، وأن لا يتذيل المبدعون قائمة أولويات الحكومة الجديدة كما كانوا إبان عهد حكم الإنقاذ، لكن رياح الفترة الانتقالية جاءت بما لا تشتهي سفنهم، إذ أن الحال الى يوم الناس هذا باقياً على ما هو عليه، فلا مهرجانات ولا فعاليات راتبة، بل ولا خطة واضحة لوزارة الثقافة ولا لوزيرها الذي خيّب آمالنا وآمالهم!
2
إذا حاولنا الوقوف عل سبيل المثال عند الأعمال الوطنية التي خرجت من رحم هذه الثورة، والتي عبرت عن كل تفاصيلها، نجد أن تلك الأعمال لم تتح لها الأجهزة الإعلامية الفرصة لتسجل، ومن ثم تُذاع عبر الإذاعة أو تبث عبر التلفزيون القومي، لأنه للأسف، هذان الجهازان الناطقان باسم الدولة فشلا في إدارة هذه المرحلة برامجياً، وفي سبيل إرضاء المجلس العسكري تارةً، وقوى الحرية والتغيير تارةً أخرى فقدا هويتهما، بالرغم من الانحياز الأول والأخير يجب أن يكونا للوطن ولثواره الأحرار.
3
أما إذا حاولنا الوقوف عند بقية أشكال الفنون مثل الغناء، نجد أنّ هناك فوضى ضاربة بأطنابها في سوح الغناء، فانتشر غناء المغارز وطفا على السطح، بعد أن كان يؤدي في قاع المدينة والمسرح وا حسرتاه عليه، فمشروع تأهيله حبر على ورق، إذ أن الذين تعهّدوا على صيانته أداروا ظهرهم له بعد أن التقطوا الصور في باحته، وتداول نشطاء منصات التواصل الاجتماعي صورهم ووعودهم الكاذبة، والعطاءات التي طُرحت لصيانته لم يتقدم لها أحدٌ ليحبس ملف الصيانة في أضابير مكاتب المسؤولين الى حين إشعار آخر!
ما المسرحيون حالهم يُغني عن سؤالهم، وبعضهم من شدة إصابته بالإحباط، انقطع عن الذهاب الى المسرح القومي.. وآخرون اتجهوا لأعمال أخرى علها تعينهم على شظف العيش.. هذا هو غيضٌ من فيض ما يحدث..!
ranadabokary@gmail.com
الوضع يحتاج انو يبدعو في الزراعة ويبدعو في الصناعة
الغناء ما بيجبب حقو