الخرطوم: النورس نيوز
أقر مستشار رئيس الوزراء الإعلامي، فايز السليك، إنه يملك حسابات نشطة في معظم وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدلل على اعترافه بالأدوار العظيمة التي تلعبها في إحداث التغيير، ومن ثم برر دواعيه لإطلاق وصف “الحمقى” على بعض توالجائلين في السوشال ميديا.
ونسب للسليك إنه قال في ندوة انعقدت مؤخراً بالخرطوم : “السوشل ميديا فتحت الباب أمام الحمقى والمرضى النفسيين والذين يعملون فقط على شيطنة المسؤولين”، الأمر الذي أثار ردات فعل متباينة في أوساط السودانيين.
ولتحرير الخلاف عرَّف السليك الحمقى الذين عناهم في مقالة بعنوان “حوار هادئ حول السوشيال ميديا” : “الحمقى المعنيون فهم من يثيرون العنصرية ويضخون في عالمنا هذا خطب الكراهية، ويسعدون عندما تتفتق عبقرياتهم/ن عن حيل لشيطنة كل من يختلفون معهم/ن، وهم/ن الذين يكثرون من استخدام أساليب غير أخلاقية في توزيع اوراق الاتهامات المجانية”. مضيفاً: “هؤلاء هم/ن من يجب ضبطهم/ن بقوانين تؤسس للحرية وتعمل على جعل هذا الفضاء الفسيح حراً ونظيفاً”.
وتساءل المستشار في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “أنا ذات نفسي لي حساب على الفيسبوك وعلى تويتر، فكيف ان اصف نفسي بانني ضمن فيالق الحمقى؟”.
…
ولمصلحة القارئ الكريم ينشر النورس نيوز، مقال السليك كاملاً:
حوار هادئ حول السوشال ميديا
الحديث عن دور السوشيال ميديا الايجابي بالنسبة لي مثل الحديث عن اهمية شرب الماء. وخلال دراستي للماجستير في علوم الصحافة درست ثلاثة كورسات عن السوشيال ميديا وإستراتيجياتها وتنظيم الحملات ، مثلما درست كورسا رابعا ليس بعيدا عن ذلك عن الدعاية والاشاعة والاخبار المفبركة.
واليوم بعد تلاشي أعمدة دخان معركة خاضها البعض اعود واقول ان الاشارة الى وجود فيالق حمقى سبق ان قلته اكثر من مرة، وقبل بداية ثورة ديسمبر المجيدة ، كتبت مقالا من اربع حلقات عن التغيير وقلت فيه ان وسائط التواصل الاجتماعي #سلاح_ذو_حدين.
وقبل اكثر من عام كتبت على حائطي
#السوشيال_ميديا_وفاشيتنا
أسوأ ما تصنعه السوشيال ميديا هي حفلات الشواء في الفضاء الوسيع، واتهامات الناس بالحق والباطل، وتفسيري أن فاشية نظام الجبهة الإسلامية القومية تركت ترسباتها في نفوسنا جميعنا، ثلاثون عاماً من التطرف والعنف والكراهية، وهو ما يتسبب في خلق ندبات وتشوهات نفسية.
ومع حق الناس في الحرية والتعبير، لكن ليت من يطلق الاتهامات يأتي بدليله. اختلاف وجهات النظر ظاهرة صحية، فقد كنا نتفق أيام عهد المخلوع على ” يسقط بس” فجمعتنا هذه الجملة بمختلف توجهاتنا وتقاطعاتنا وأجندتنا، إلا أن ما بعدها سيكشف نقاط الخلاف والاختلافات، فقد تغيرت زاوية الابصار.
البعض يمارس حرباً شعواء بعض دوافعها ” عذرية ثورية” وبعض دوافعها هتاف حماسي، ولا تخلو بعض الدوافع من أغراض وشيئ من حتى، أو نخوض مع الخائضين، أو التوهم بعظمة . وهنا أشير الى الروائي والفيلسوف الايطالي امبيرتو ايكو ، الذي قال ” إن أدوات مثل توينر وفيسبوك «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء”
شخصياً أتفق مع إيكو، بتحفظ لأن من حق اي شخص قول رأيه، والديمقوراطية لا تعني احتكار الكتابة على الكتاب أو المفكرين، لكن ليت ذلك يتم بعيداً عن حفلات الشواء والسلخ ، لأن هذا طريق يمهد لفقدان الثقة في الجميع، و يهز الثقة فيما بيننا.. فلنتحدث عن ” الخونة” لكن بأدلة، ولنشير الى ارتباك المواقف السياسية، بموضوعية، ولنقرأ المواقف بنظارات مختلفة، لأن هذا يثري المشهد السياسي، فقط أن نفهم أن الفاشية التي فينا تحتاج الى قدر من التطهر حتى نتعافى
وللمفارقة ان الحديث الذي احتفى به كثيرون وكثيرات كان في ندوة بمركز ارتكل عن مستقبل الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون ، واقترحت ان تكون الهيئة حرة مستقلة وبعيدا عن تدخل الحكومة! فكيف لاحمق ان يدعو لاستقلالية ذلك ويدعو في ذات الوقت الى محاربة السوشيال ميديا؟
ما كنا في حاجة للتذكير بأهميتها ودورها لذلك اظن أن ايجابيات الفضاء الاسفيري من البديهيات، ومعروفة للجميع؛ لذلك جاء الحديث عن السلبيات.
أما الحمقى المعنيون فهم من يثيرون العنصرية ويضخون في عالمنا هذا خطب الكراهية، ويسعدون عندما تتفتق عبقرياتهم/ن عن حيل لشيطنة كل من يختلفون معهم/ن، وهم/ن الذين يكثرون من استخدام أساليب غير أخلاقية في توزيع اوراق الاتهامات المجانية
هؤلاء هم/ن من يجب ضبطهم/ن بقوانين تؤسس للحرية وتعمل على جعل هذا الفضاء الفسيح حرا ونظيفا.
عزيزي وعزيزتي، اذا لم تكن من بين هؤلاء فلا تغضب ولا تهتم بكلامي، بل ارم هذه الطاقية من رأسك؛ فأنا ذات نفسي لي حساب على الفيسبوك وعلى تويتر، فكيف ان اصف نفسي بانني ضمن فيالق الحمقى؟
#الحرية_ليست_منحة_من_حكومة.
#الحرية_انتزعها_الشعب.