عز الهجير _ “غَشّونا الفاسدين” (2 – 2) _ رضا حسن باعو
نُواصل في هذه الحلقة ما انقطع من حديث عن شلة الفاسدين الغشّاشين الذين كذبوا على الشعب السوداني، وسرقوا ثورته وثروته، ولم يغمض لهم جفنٌ، كيف لا وعقولهم ذاهبة لأنهم غير واعين بما يدور للشعب السوداني المطحون!!
إذا كان الشعب قد ثار على النظام البائد حرصاً على حقوقه في العيش الكريم والمطالبة بمحاسبة الفاسدين من قيادات النظام السابق، فلا محال سيثور في وجه هذه الشلة الفاسدة، التي حوّلت حياة الشعب السوداني الحر إلى جحيمٍ وأذاقته صنوفاً من العذاب لم يرها من قبل، فقد حوّلت هذه الشرذمة من الوضيعين المسميين مُجازاً حكومة ثورة، حياته إلى عذابٍ، فقد أهدرت كرامته وكذبت عليه عندما أوهمته بأنهم كفاءات جاءوا من أجل إصلاح حال البلد بعد ما نهبه الكيزان!!
أثبتت المجموعة الحاكمة الآن أنها أسوأ من الكيزان مئات المرات، فإذا مكّن النظام السابق مُؤيِّديه من إدارة مؤسسات الدولة، فهؤلاء أيضاً فعلوا ولا زالوا يفعلون إلى الآن، وبدّلوا ذاك التمكين بتمكين جديد، ولا يدرون أن حالهم قد انكشف، لأنهم استعانوا بشلة من الفاسدين والفاسدات ومكّنوهم من مفاصل الدولة حتى هرولت نحو الانهيار في كل شيء.
نسأل السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، هل كان لأسلافه مِمّن تقلّدوا هذا المنصب جيشٌ عرمرمٌ من المستشارين الذين يسيطرون على كل شيء الآن، ويُديرون البلد وكأنّها ضيعة تخصّهم، دون أن تجد من يقف أمامهم ويقول لهم لا..؟
فقد تابعنا خلال الفترة القليلة الفائتة، كيف أن شبهات الفساد تحوم حول هذه الفئة من المستشارين، في ظل صمت السيد رئيس مجلس الوزراء، الذي أثبت فعلاً لا قولاً إنه لا يهش ولا ينش!! لأنه لا يشبه إنسان هذا الوطن الحمش، الذي لا يقبل أن يُنتهك حُرماته!!
لا يتوقّف الأمر عن حمدوك وشُلّته فحسب، بل كل من هُم الآن في دَفّة السلطة أثبتوا فشلهم وفسادهم الإداري.. فالعسكر ذاتهم عاموا مثل المدنيين وأصبحت قلوبهم شتى، كل يغني على ليلاه إلا من رحم ربي، فقد وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مُتحكِّمين في كل شيءٍ، في ظل وجود رئيس حكومة ووزراء (برّة الشبكة)، غير واعين بما يدور حولهم من أفعالهم التي يفعلونها (بالليل)!!
غشّونا هؤلاء الفاسدون، وكذبوا علينا عندما قالوا لنا إنهم كفاءات جاءت لإصلاح حال البلد وإنقاذها من الانهيار وتحسين وضع الشعب الاقتصادي ومعالجة أزماته، لكنهم لم يقوموا بذلك، فكل مافعلوه، أنهم حسّنوا أوضاعهم المعيشية واكتنزوا ما تيسّر لهم من موارد البلد، وتركوا الشعب يُعاني ويلاته، لكن لا محال فلهم يومٌ قريبٌ جداً سيُقتلعون مثلما حدث للنظام البائد.. وحينها سيتبلّون أكثر مما بل الكيزان..!