عز الهجير _ “غَشُّونا الفاسدين” (1) _ رضا حسن باعو
لا نستثني أحداً من حُكّام اليوم، عسكرييهم بمدنييهم، فكلهم سيُكتبون عند الشعب السوداني وقبل ذلك عند المولى عز وجل كذابين، لأنهم غشُّوا الشعب السوداني الذي ثار من أجل حياة كريمة، رافضاً زيادة سعر رغيف الخبز لجنيه، وسعياً نحو خدمات تعليمية وصحية وأوضاع أفضل.
حصد الشعب السوداني، الهشيم بعد أن سطت مجموعة لا ندري كيف أتت، ولكن علمنا لاحقاً لماذا أتت، فهذه المجموعة التي سرقت ثورة الشعب العظيمة حملت أهدافاً وأجندات، بالطبع ليس من بينها أو ضمنها المواطن المطحون وإن مات جوعاً أو مرضاً، فهذه المجموعة الحاكمة جاءت بمنفستو محدد، للأسف وضعته لها دولٌ خارجية دفعت بهم للحكم في ظل ضياع هيبة الدولة وانتهاك السيادة الوطنية، وصارت البلاد مُستباحة من رجرجة ودهماء العالم!! باتوا يسيطرون ويتحكّمون في كل شيء ولا يجدون من يقول لهم تلت التلاتة كم؟ لأن من يحكمون الآن ليس فيهم رجلٌ رشيدٌ سوداني ود بلد، في مقدوره إن يقول لا لأولياء نعمته.
غشّتنا الحكومة، التي جاءت بعد ثورة ديسمبر العظيمة، ودفع فيها شباب غض حياته ثمناً من أجل بناء وطن حدادي مدادي نحلم به جميعاً، فغشّتنا الحكومة التي ظننا أنها جاءت من أجلنا، خاصةً بعد أن صدع سراق ثورتنا العظيمة رأسنا بأن الفترة الانتقالية ستتولى أمرها كفاءات، لكنهم للأسف لم يكونوا كذلك، بل لم يكونوا سودانيين، لأنهم لا يشبهونا في شيءٍ!! كذبوا علينا وخدعونا وحوّلوا حياتنا الى جحيمٍ لا يُطاق!! فنحن كنا نُمني النفس بالعيش الكريم، لكن هيهات ذلك أن يحدث، في ظل وجود هؤلاء ارتفعت تكلفة المعيشة للأسر، وأصبحت تحتاج أرقاماً فلكية من أجل توفير وجبة واحدة في اليوم لأطفالها في ظل عدم اهتمام من قبل سارقي الثورة الذين يعيشون في أبراج عالية بعيدة كل البُعد عن الشعب الذي حملهم على أكتافهم لكراسي الحكم، ظناً منه أنه جاء بأبنائه الخُلّص لإنقاذه من ويلات نظام الإنقاذ الذي تعبنا خلال فترة حكمه وعانينا، وكنا نحلم بوضع أفضل، لكن هيهات، فقد ضاعت أمانينا وأحلامنا أدراج الرياح!!
غشّتنا الحكومة، ورفعت الدعم عن السلع الضرورية، وأحالت حياتنا إلى جحيمٍ، وإصبحنا كمن يعيش في غابة وكله من أجل الحصول على لقمة تسد رمقنا، ومع ذلك لا نجدها، ونحمد الله على نعمة الصحة.
غشّونا هؤلاء الفاسدون الجاهلون بكل شيء عن الشعب السوداني.. فقد أثبتوا بياناً بالعمل، أنهم أقل قامةً من هذا الشعب العظيم، الذي لا يستاهل أن تحكمه شلة من الفاشلين، الذين سرقوا ثورة الشعب، وتنعّموا بها، واستطالوا في البناء، وعاشوا حياة رغدة على حساب الشعب المكلوم!!
حاولت هذه الشلة الفاشلة الفاسدة، شق وحدة صف الشباب الثائر، ونجحت لحد بعيد في استمالة بعضه، مُستخدمةً موارد الدولة في توفير احتياجات هذه الفئة لاستخدامهم في تحقيق أهدافهم غير المشروعة، وأصبح الشباب الآن عدة أطياف، فكل حاكم اضحى له مجموعته التي تسبح بحمده على حساب الشعب الفضل.
صدع الفاشلون، رأسنا بأحاديث ممجوجة وملأوا الأسافير بتغريدات ووعود زائفة، لكن انكشف المستور، وعلم الشعب أن هؤلاء لن يحسنوا وضعه وليس في مقدورهم أن يقودوا ما تبقى من هذا الوطن، لأنه ليس في قائمة أولوياتهم، فكل ما يسعون لإجله هو تنفيذ أولياء نعمتهم، وتحسين أوضاعهم الشخصية.. وإن شاء الله يحرق الوطن..!