مناظير
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
زمن التوم هجو
والله الما شاف المحن والبلاوي البتتحدف على البلد دي في الايام دي، عمره تاني ما حيشوفها ..
رئيس مجلس سيادة شغال شغل وزير خارجية وتطبيع وتلفونات مع وزراء الخارجية الأجانب، ورئيس وزراء ما معروف لسة شغال ولا نزل المعاش، والناس بتموت بالمئات من الكرونا كل يوم والمستشفيات منهارة ودوا مافي ويقول ليك ما في حاجة بتستدعي الاغلاق!
وعضو مجلس سيادة يقول ليك “عدم إكمال مؤسسات الانتقالية تقاعس غير برئ” زي الكأنه محلل سياسي موش مسؤول .. ورئيس حركة مسلحة هو الذي يشرف على ملف تعيين الحكومة الجديدة وآخر تصريحات في الجرايد!
والمجلس التشريعي الانتقالي يحصل على بنزين وجازولين بآلاف اللترات قبل تشكيله الذي لا يزال في علم الغيب بينما يقف كل الشعب في صفوف البنزين والرغيف، ومن يعفيه الحظ من الوقوف في الصفوف يلف على المستشفيات في عربة اسعاف بحثاً عن مستشفى تنقذه من الكرونا بدون جدوى الى ان يموت.. وبرضو يقول ليك ما في داعي للاغلاق!
لجنة التفكيك ينفق عليها احد اعضائها من جيبه الخاص لمدة أربعة أشهر متتالية لامتناع وزارة المالية عن تسديد الميزانية الخاصة بها .. والعاملون في الاذاعة والتلفزيون مضربون عن العمل منذ بضعة أيام ووزير الاعلام قاعد وين مافي زول عارف، والتلفزيونات ما فيها غير الغنا والرقيص والدلوكة زي الكأنو مشاكل البلد انتهت وما فضل غير الغنا والرقيص!
استاذ تاريخ يتملفظ في التلفزيون الرسمي للدولة كأنه قاعد في (إنداية) .. وتحرش جماعي من طبيب اختصاصي بستة طالبات (حتة واحدة) من كلية طب بجامعة حكومية اثناء امتحان عملي في احدى المستشفيات..
وده كله كوم وبتاع المسارات الوهمية يطلع يصرح في الجرايد بأنهم سيتعاملون مع ملف سد النهضة وفقاً لمصلحة السودان وكأنه وزير ري او رئيس وزراء حتة واحدة، وهو لا يفقه شيئاً في أي شئ .. وليو حق والله، شاف البلد مافيها رئيس وزراء قال ليك يشتغل رئيس وزراء لحدي ما ربنا يفتح على رئيس الوزراء ويصحى من النوم .. وهاكم ما قاله سيادته للصحف (ربنا يجبر بخاطره):
وصف القيادي بالجبهة الثورية (التوم هجو) ملف سد النهضة بأنه قضية أمن قومي استراتيجية، وقال في تصريحات صحفية أمس إنهم تلقوا تنويراً من قبل وزير الري والموارد المائية (ياسر عباس) في الجانب الفني والقانوني والسياسي، وزاد: القابضون على الملف مقتدرين، واطمأنينا على أنهم قادرين على إدارته !
ونفى (هجو) وجود أي مناورات سياسية أو أولويات أخرى غير مصلحة السودان لأن القضية ترتبط بالمياه والتنمية، وأوضح أن موقف حكومة السودان سيبُنى دون التقاطع مع مصالح الآخرين، وقطع بأنهم لن يميلوا لأي طرف من أطراف التفاوض (ده الشغل )!
بالله عليكم، قارنوا بين كلام السيد (التوم هجو) عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية الذي تحدث عن دور المياه في التنمية والامن القومي والكلام الكبار ده، وكلام وزير الري في نفس الصحيفة، عن استمرار التفاوض في منصة الاتحاد الأفريقي وإعطاء خبراء الاتحاد دوراً كبيراً في تسهيل عملية التفاوض، وعدم تأثير النزاع الذي يدور في اقليم التقراي على سير المفاوضات …. ياخي مفاوضات شنو واتحاد افريقي شنو ونزاع شنو .. الناس بتتكلم عن دور الماء في التنمية والامن القومي، تقول لي اتحاد إفريقي ولجنة خبراء وكلام فاضي؟!
ولكن كيف فات على السيد (هجو) ان ينتهز الفرصة ليشرح لنا تأثير نتيجة الانتخابات الامريكية على مفاوضات سد النهضة والامن القومي العالمي والسوداني، حتى نستفيد من علمه الغزيز وخبرته السياسية التي لا تقدر بثمن في هذا الزمن الأغبر!
صحفية الجريدة