
أزمات التلفزيون القومي قديمة؛ ومطالب العاملين بالهيئة؛ لا تبرح مكانها منذ عهد محمد حاتم سليمان، مروراً بالزبير عثمان ومن تلاه، وانتهاءً عند لقمان أحمد الذي جلس على سدة عرش التلفزيون بعد ثورة ديسمبر التي أطاحت بحكم الإنقاذ؛ بيد أن القوانين التي تحتكم إليها الهيئة يسعى العاملون إلى تغييرها عبر استخدام العديد من الأساليب، أولها الوقفات الاحتجاجية، وآخيرها التلويح بالدخول في إضراب مفتوح…
الخرطوم: رندة بخاري
ردة فعل
أثار حديث ماهر أبو الجوخ مدير إدارة الشؤون السياسية والأخبار بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، حول حل الهيئة وتسريح العاملين؛ مُشيراً إلى أن أزمات التلفزيون ليست لحظية بل مُتجذِّرة، وأن تسكين الأوضاع والمعالجة بالتخدير باتت غير ممكنة؛ مضيفاً أن الحل يحتاج لقرار شجاع بحل الهيئة وتسريح العاملين وتسوية استحقاقاتهم، ومن ثم التأسيس لمُؤسّسة فاعلة ورشيقة ومُنتجة؛ أثار ذلك الحديث غضب العاملين بالهيئة الذين نفّذوا ظهر اليوم الأحد وقفة احتجاجية، اعتراضاً على تصريحه ذاك؛ فقال المخرج بالتلفزيون محمد سفيان لـ”النورس نيوز”، إن وزير الثقافة والإعلام نفى حديث أبو الجوخ، وكذلك لقمان أحمد مدير الهيئة الذي خاطب العاملين ونفى خبر الجوخ الذي تَمّ تداوله على نطاق واسع!
مَطالب العاملين
مطالب العاملين بالهيئة قبل تصريح ماهر وعبر لجنة التسيير التي يترأسها منصب أمينها العام عبد العزيز أحمد، تقدم العاملون بجملة من المُطالبات من مدير الهيئة وفي حال عدم تنفيذها سيدخلون في إضراب مفتوح، وحدد له التاسع من نوفمبر الجاري؛ لكن تدخل وسطاء وطلب لقمان مهلة لتنفيذ مطالباتهم التي تمثلت في: إلغاء الدمج وتكوين هيئتين منفصلتين “تلفزيون وإذاعة”؛ إرجاع كل حقوق التلفزيون والصلاحيات من هيئة البث؛ ضم أجهزة الشروق والقصر الجمهوري ومجلس الوزراء ويتم بها إنشاء مركز أخبار وبرامج سياسية بالخرطوم بتخصيص أحد المقار الحكومية؛ تأسيس مركز بث التلفزيون القومي لكل ما يخص قرارات الدولة؛ إصدار قانون هيئة التلفزيون القومي؛ إصدار قانون هيئة الإذاعة القومية؛ تكوين مجلس إدارة التلفزيون القومي، تكوين مجلس إدارة الإذاعة القومية، حل مشكلة المتعاونين وتحسين بيئة العمل، قيام رؤساء الأقسام ومديرو الإدارات بمهامهم وواجباتهم تجاه منسوبيهم دون التدخل من المدير العام؛ تكوين لجنة لتحديد البرامج والخريطة البرامجية؛ رفع طبيعة العمل لـ70% وبدلات الصحة المهنية، إرجاع السقف والقطع؛ ورفض التعيينات الجديدة للدرجات القيادية والمذيعات بأخبار التلفزيون.
وفي حال عدم تطبيق هذه المطالب يتم تنفيذ الإضراب العام، وعليه يتم إيقاف جميع البرامج المباشرة والاكتفاء بالمكتبة وتخصيص نشرة واحدة فقط للأخبار في اليوم وهي 9 مساءً مع المداومة الكاملة لجميع العاملين لحين تحقيق المطالب.
نفي لخبر الجوخ
المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، لقمان أحمد تحدث لـ”النورس نيوز” حول تصريحات ماهر أبو الجوخ قائلاً: إنّ تصريح وزير الإعلام فيصل محمد صالح حسم الأمر، ونفى ما أثاره، إذ قال في تصريح صحفي لصحيفة “المواكب” التي ورد بها الأسبوع الماضي خبر حل الهيئتين، قال: ليس هناك أي تفكير من أي جهة رسمية في الدولة لحل وتصفية الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وأضاف أن الهيئة مِلْكٌ للشعب السوداني كله، وليس من حق أي جهة، وزيراً كان أو غفيراً، اتخاذ قرار منفرد بشأنها، وتابع بالقول: فهي إرث عام نعمل على تأهيله وتطويره خدمةً للوطن والشعب، ولا يمكن تحت أي مؤثرات التفكير في تصفية الهيئة.
استمرار التصعيد
بيد أنه ووفقاً للعاملين بالهيئة، وبالرغم من تصريحات وزير الإعلام وسعيه لحل مشاكلهم، إلا أن التصعيد سيتسمر الى أن تنفذ جميع المطالب التي وردت آنفاً.