![بعد 10 سنوات..سوداني يلتقي بأسرته في معسكرات اللاجئيين الإثيوبيين 1 الحرب الاثيوبية](https://alnawrs.com/wp-content/uploads/2020/11/الحرب-الاثيوبية.jpeg)
معسكر أم راكوبة : فهمي السيد
صبري صلاح ربيع شاب سوداني ثلاثيني من ود مدني،الحلة الجديدة، تزوج من ألماظ الأثيوبية عام ٢٠٠١ وإستقرا بود مدني وأنجبا صلاح وإبراهيم وأسماء.
سافرت ألماظ بمعية أطفالها الى مدينة الحمرة بإقليم التقراي بعد تلقيها خبرمرض والدتها، وظلت مرافقة لها بعد إشتداد المرض عليها، لتضطر الأسرة الصغيرة الى اتخاذ قراريحفظ للأبناء حقهم في تلقى التعليم المدرسي، وتم بالفعل إدخالهم في مدارس مدينة الحمرة، وظل صبري في اتصال بألماظ بعد كل فينة وأخرى فقد حرمته ظروف عائلية هوالاخر من السفر لرؤية أبنائه
وإستمرالحال على هذا المنوال لعشرسنوات متصلة عام بعد عام والاسرة الصغيرة تتطلع الى يوم اللقيا والظروف المحيط تشى باستحالة ذلك الامرقريبا ولكن الامل ما خبا قط لدي الماظ وزوجها السوداني.عقد من الزمان مضى وما انقطع الرجاء الا ان كل الاسباب المادية لم تكن تشير الى فرج.
وزداد الامر تعقيدا حين اندلع صراع مرير في الاقليم الذي تقيم فيه اسرة الماظ وتطايرت شظاياالامال في اللقيا مع دانات القصف بين الجيش الاثيوبي وحركة تحرير شعب التقراي ووقعت وفيات واصبح مئات الالاف ضحايا ونازحين داخل وطنهم و ما عاد امامهم من مخرج الا الفرار بحثا عن السلامةوالامن.
الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي و الامين العام للامم المتحدة ناشدوا الاطراف المتصارعة بايقاف الحرب و دعوا دول الجوار و من بينها السودان ان تبقي الحدود مفتوحة امام الفارين من سعير الاقتتال.
وهذه الحدود المفتوحة التي ابقاها السودان بسبب من طبيعة اهله وانفتاحهم على من قست عليه ظروف الحياة ، قد مكنت قلة بلغت الى الان اكثر من 38000 لاجئ اغلبهم من اللاطفال والنساء من العبور الى السودان: وتشاء الاقدار ان يكون من بين النساء ام لاطفال ثلاثة اسمها “الماظ”.
تقول الماظ انها لما إشتد القصف الأخير على مناطق إقليم التقراي ، فزعت باطفالها الصغار فرارا الى السودان عل الاطفال يعودون الي موطن اجدادهم لابيهم حين تقاتل اجدادهم لامهم وما طاقوا اصلاحا حتى الان.لجأت الماظ الي معسكر حمداييت بولاية كسلا شأنها شأن بقية سكان الإقليم الذين فروا جراء الهجمات العسكرية.
وفي معسكر حمداييت اتصلت ألماظ بزوجها الذي ظل يتابع أخبارهم وإتفقا على اللقاء في معسكر ام راكوبة بالقلابات الشرقية ، حيث يتم ترحيل اللاجئين له من حمداييت والمدينة( ٨) وأصبح المعسكر الرئيس للاجئين الاثيوبيين بالسودان.
وصلت أسرة الماظ و اطفالها و هم كل اسرة صبري الى معسكر أم راكوبة ، وتحرك هو للقاء طال غيابه عشر سنوات ، وكانت لحظة اختلطت فيها دموع فرح بدموع بؤس وشقاء يعيشه أبناء التقراي بمعسكر أم راكوبة بالقلابات الشرقية ، عنوانه التكدس بالخيم وسط إنتشار للأوبئة و خدمات طبية شبه معدومة ونقص في الغذاء ، وحمل صبري أبناءه الثلاث تحفه فرحة لن يوصفها الا من شاهدها .
وتقول ألماظ والدموع تنهمر منها بحرارة إنها حافظت على تعليم أبنائها وتربيتهم علي القيم السمحة ، وهي الآن تعيش فرحة اللقاء بزوجها رغم ظروف المعسكر القاسية ، ولم ينقص من فرح الأسرة الا إكتشاف مرض الإبن الأصغر صلاح ذو العشر سنوات بداء السكر بعد وصولهم أم راكوبة ذلك تحد اخر يسكن و يجد حظه من العناية تحت عطف الاب وحنان الام واستقبال اهل القضارف الذين جادوا بما لديهم وان كان بهم خصاصة
وتظل قصة صيري و يلماظ واحدة من بين عشرات القصص المشابهة حيث يخرج من بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ وتظل ايضاعنوانا للتقارب الشعوب و التزاوج والتلاقي عل السودان يوظف هذا الغنى والثراء على طول الحدود بينه وسبع من الجيران.
نقلا عن وكالة السودان للانباء