الأكرم للدكتور عبدالله حمدوك ان يمضي الآن وقبل فوات الأوان والأفضل للجميع ذلك وإعادة تشكيل الحكومة أو حلها – سيان – مناسبة جيدة لأن يمضى الرجل مع الجماعة بدلا ان تتعقد الأمور أكثر مستقبلا!
ان ما يمنع الدكتور حمدوك من الذهاب الآن سواء ان كان ذلك بيده او بيد غيره هو الإعتقاد بأنه لا يزال محتفظا بتأييد في الشارع وهو الإعتقاد الذي لا أعتقد صحته
ربما تكون هناك قلة لا تزال تعتقد في ان رئيس الوزراء لديه ما يمكن أن يغير به الأحوال او يفاجيء به الناس ولكن مع قلة هذه المجموعة وضعف هذا الاحتمال فإن الأوضاع نفسها ما عادت تحتمل الاحتمالات!
تبقت أمام الحكومة القائمة او القادمة فرصة واحدة وهي ان تنجح فقط وفيما عدا ذلك فإن مصير البلد معلوم ما بين التغيير المحتوم بيد العسكر او الثوار او الاثنين معا وما سيترتب على ذلك ما لم يترتب لما قبله من دخول السودان في ما لايستطيع الخروج عنه
لكل الأسباب القائمة والواردة فإن ذهاب السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك واتاحته الفرصة لآخر غيره مطلوب اليوم وأكثر من اي وقت مضى
فيما مضى ساءت الصحة حتى مات الناس في الشوارع وداخل العربات لسوء وانعدام الخدمة وفيما مضى تعطل التعليم ولا تزال عودة المدارس في علم الغيب وفيما مضى ضاعت العدالة وساد قانون الظالم وفيما مضى ضاق معاش الناس حتى وصل حد الكفاف
ان لم يكن للدكتور عبدالله حمدوك فيما مضى يد فلقد فشل في تغييره بيده وان كان فشله بسبب ضعف في مصارعة المتسببين في هذا الواقع فإن هذا الضعف سببا كافيا لأن يمضى اليوم
ان أكثر من رجل قادر اليوم على شغل مقعد رئيس الوزراء من أبناء هذا البلد وقادر الى ذلك على ترتيب الأوضاع وإعادة رسم الأولويات والعودة للبدايات الصحيحة وانتظار النهايات المعلومة للبدايات غير الصحيحة ليس من الحكمة ابدا
أخيرا – من المهم جدا ان يعلم الدكتور حمدوك ان لحظة المغادرة قد حانت مع بعض العذر الذي قد يتوفر له الآن وان مضت هذه الفرصة فلسوف يمضى بلا عذر ولربما تعمد البعض احراقه (بالكضب والصح)!