أذا عرف السبب _ أصحاب السترات البرتقالية _ أسامه عبد الماجد
مما لا شك فيه ان الوساطة الجنوبية قرأت المشهد السوداني أكثر من أهله .. الوساطة قدمت مقترحا وجيهاً.. وإن شئنا الدقة أسدت نصيحة غالية للحكومة ومعها الجبهة الثورية .. بشأن توزيع مناصب السيادي التي استحقتها الثورية بموجب الاتفاقية.
بحسب الزميلة ( الانتباهة) فان الوساطة، تخشى أن يؤدي توزيع المقاعد الثلاثة بواقع مقعدين لدارفور وواحد للمنطقتين لجلب المشاكل واحداث اختلال يضر بالعملية السلمية.
ورأت – أي الوساطة- ان يخصص مقعد لدارفور وأخر للمنطقتين وثالث للشرق .. تستشعر جوبا الخطر القادم للسودان من الشرق.. وحكومة الخرطوم أخر من تعلم.. لانشغالها بحزمة قضايا انصرافية .. أو بأخرى لم يحن آوان البت فيها.
حاصل ضرب وقسمة متغيرات الاوضاع بالشرق تلزم المركز منحه خصوصية .. ومقعدا بالسيادي من حصة الثورية .. ليري أهل الشرق أنفسهم في (مرآة السلام) في القصر.. بعد ان فجعوا في تمثيلهم الحالي بالسيادي بواسطة الحرية والتغيير.. ولتؤكد كذلك الثورية ان الاتفاقية ليست حكرا على الحركات.
الشرق يستحق اهتماماً كبيراً بمشروعات التنمية والاعمار .. واعادة تأهيل للمشروعات الكبرى ، وعلى رأسها ميناء بورتسودان.. الاوضاع فيه مقلقة وقابله للانفجار .. حالة استقطاب قبلي حاد .. ومجريات الامور باثيوبيا تهدد الخرطوم، لا القضارف وكسلا وحدهما.
كل قرارات الحكومة حيال الشرق فيها كثير من الرعونة .. في عدم اعطاء أهل الشرق مقامهم .. استخفاف المركز بقضايا الشرق فتح الباب مجدداً للتصعيد .. سقط سبعة شهداء الشهر الماضي ولم تكلف الحكومة نفسها بمواساة ذويهم دعكم من التحقيق حول المجزرة.
عشيرة القتلى التي تظاهرت سلمياً حينها ، عقب صدور القرار الأخرق باقالة والي كسلا صالح عمار بدأت في التصعيد .. أمس الأول فاجأت الجميع باحتجاج سلمي مبهر بمدينة كسلا.. تراص شبابهم في سلسلة بشرية طويلة .. بدأت من تقاطع حي الترعه مرورا بشارعي الشرطه والمستشفي حيث وقعت المجزره.. ارتدوا سترات برتقالية اللون.
الدلالة معلومة في خصائص الالوان ..
البرتقالي يعبر عن الشعور بالحرية والطاقة .. كما يعتبر منشطا للجسم.. ويزيد الثقة بالنفس.. الشرق بدأ يعي حقوقه بشكل متقدم ومتطور.
انتهي عهد وعدهم بجسر يربطهم بارض الحرمين .. أو تطوير الميناء خلال عامين مقبلين .. أو حصر القضارف في انها (مطمورة) السودان.. لو أردت ان تدرك سعة الافق السياسي لأبناء الشرق .. والتطور في فهمهم لحقوقهم وقضاياهم انظر لما حققوه من مكاسب هائلة في مسارهم التفاوضي بجوبا.
حدث ذلك بقيادة الشاب خالد إدريس (شاويش) رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين السياسي للجبهة الثورية.. الذي رفع شعار أن الاتفاق لكل أهل الشرق.
تابعنا انتفاضة شبابية في التفاوض وحتى في فنون الاحتجاج .. ليس الصيت وحده لاصحاب السترات الصفراء (محتجو فرنسا)..أصحاب السترات البرتقالية لا محالة قادمون.. وسيعبرون
لكن ليس على طريق حمدوك.
الجمعة 13 نوفمبر 2020