بعد دقائق من الخبر الذي أعلنته وسائل إعلام أمريكية بفوز جو بادين في الانتخابات الأمريكية على دونالد ترمب، كان أول المهنئين هو رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ولعل البعض يعلم أن لا ود بين الرجلين..
أما الرئيس الروسي فلادمير بوتين، الذين لم يُهنئ بايدن، تحجج أنه ينتظر صدور النتيجة بصورة رسمية..
بقية الدول – معظمها عبر تويتر – هنأت بايدن على مستويات مختلفة، رئيس دولة، ولي عهد، مستشار، وزير خارجية..
لكن كان لافتاً التهاني التي صدرت من السودان، وبالتوازي..
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو..
ثلاثة مراكز ثقل رئيسية تمثل الحكومة الانتقالية الحالية، ويبدو أنها تعكس تعقد المشهد السوداني الذي لا يُعبر عنه حتى الآن مسؤول واحد.
صحيح أن الصدفة الجيدة هو اتفاق الأطراف الثلاثة على موقف واحد هو تهنئة بايدن، لكن كيف يمكن معالجة هذا الوضع المُربك مستقبلاً..؟
الفترة الانتقالية التي تسير ببطء غريب، ستمضي بصورة أكثر “سُلحفائية” بعد أن نص اتفاق السلام الموقع مع الجبهة الثورية على إعادة الفترة الانتقالية لتبدأ من تاريخ التوقيع..!
ومنذ أن تم التوقيع حتى اللحظة، تبدو الأمور غير مُبشِرة..!
تأخير متواصل وتلكؤ في التنفيذ من بعد لحظة التوقيع، وضع اقتصادي معقد وحتى اللحظة لا تُحلق بشريات حل لأي من الأزمات المتعددة..!
الوضع الاقتصادي الشائه نتيجة مشهد سياسي مُربك متباغض مع بعضه البعض..
المشاكل موجودة داخل الحكومة التنفيذية، بين مكتب رئيس الوزراء وبعض الوزراء، وحتى أولئك البعيدين من الدائرة تُحركهم إما الأيدلوجيا أو الانتماءات السياسية..
المؤسسة العسكرية هي الأخرى، خلافاتها أشد وطأة، تُسرب أخباراً دورية عن الانقلابات لغرضٍ في نفسها، وفي ذات الوقت لم يعد ما بين الجيش والدعم السريع خافياً على كثيرين رغم التصريحات السطحية والدبلوماسية..
والدعم السريع نفسه، بات يُفسر خلافاته الداخلية، إنقلاباً على الدولة..!
أما قوى الحرية والتغيرية فيبدو أنها تتبارى في إظهار تنافرها وخلافاتها ونخشى أن تكون الجبهة الثورية على الطريق قبل البدء حتى..!
هذا المشهد المربك داخلياً، إنعكاساته واضحة خارجياً..
الاعتماد على أن الحزب الفلاني أو العلاني في الولايات المتحدة سيدعم المدنية والديمقراطية يحتاج لإعادة نظر جادة، فالعين الأخرى ترى الأمور من زاوية مختلفة..!