بعد رحلة معاناة بدأت باجرائه لعملية ( فتاك ) صارع الفنان والدكتور عثمان مصطفى؛ المرض وقبل ان يحط برحاله بقاهرة المعز لاستكمال رحلة علاجه فاضت روحه ظهر اليوم بمستشفى بست كير بالخرطوم و عثمان يعتبر احد الاعمدة التي اتكأت عليها الاغنية السودانية اذ رفد الرجل مكتبة الاذاعة والتلفزيون بأغنيات شكلت وجدان الشعب السوداني.
الخرطوم :رندة بخاري
خريج الدفعة الأولى
الفنان عثمان مصطفى ولد في العام (1946) لمع نجمه طفي مجال الغناء وعلوم الموسيقى حيث عمل بالتدريس للموسيقى وتخرج على يده بعض رموز فن الغناء في السودان وسجل العديد من الأغنيات والأعمال الموسيقية الخاصة في السودان وخارجه كما ساهم في العمل النقابي بالسودان وشغل أمين عام اتحاد الفنانين الغنائيين السودانيين وقبل ذلك هو الدفعة الأولى لكلية الموسيقي والدراما واكمل دراسته الموسيقية التي برع فيها بدولة ايطاليا أيضا.
اعجاب وردي به
الفنان عبد القادر سالم قال (للنورس نيوز) عن سيرة الراحل الفنية إن صوته أجيز عبر لجنة الاصوات بالإذاعة السودانية عام 1965 وكانت أغنية «والله مشتاقين» أول عمل سجله في الإذاعة، وهي من كلمات الشاعر إسماعيل حسن الذي كان قد صاغها ليتغنى بها الفنان محمد وردي والذي من شدة اعجابه بصوته تتنازل له عنها ورادف سالم “ويكفي ان وردي اعجب بصوته”.
رائد الغناء
فاقت اعمال الفنان عثمان مصطفى الخمسين أغنية مسجلة، منها أغنية راح الميعاد وهي من ألحان عربي الصلحي، وأغنيات فيها إيه لو جيتنا فايت، من تأليف عبد اللطيف خضر، وماضي الذكريات من كلمات الشاعر الجيلي محمد صالح وألحان الموسيقار موسى محمد إبراهيم، وما بتنشتل الزهرة في الأرض اليباب، وتعال يا قلبي سيبو، و مابعاتبك ما بلومك، وغيرها وتدرج عثمان مصطفى في تصنيف المطربين حتى وصل إلى درجة «رائد» وهي أعلى درجة تُمنح للمطربين بالإذاعة السودانية.
ايقاع ونغم
وله أيضا بعض الأعمال الغنائية المسجلة في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن ، وإذاعة وادي النيل (ركن السودان سابقا) بالقاهرة. كما قدم برنامجاً أسبوعياً في ثمانينات القرن الماضي بإذاعة ركن السودان باسم «إيقاع ونغم» وكان برنامجاً تحليلياً للغناء السوداني استمر لمدة ثلاثة أعوام.
الملحمة
ويعد أوبريت ملحمة ( قصة ثورة) التي قدمها على خشبة المسرح القومي بأم درمان عام 1968 بقيادة الفنان محمد الأمين ومشاركة كل من أم بلينا السنوسي وخليل إسماعيل وبهاء الدين عبد الرحمن من أهم الأعمال الفنية التي ساعدت كثيرا في توسيع نطاق شهرت الفنان عثمان مصطفى الفنية في السودان.
ممثل السودان في مجموع الموسيقى
اضاف الفنان عبد القادر سالم قائلا :الطبقة الصوتية للفنان عثمان مصطفى مصنفة بالطبقة الرجالية الحادة وذات ابعاد موسيقية بعيدة المدى وامكانياته الصوتية هذه بجانب دراسته لعلوم الموسيقي قادته إلى ان يكن اكثر الفنانين تمثيلاً للسودان خارجيا اذ شارك في اسابيع ثقافية فنيه في عدد من الدول ابرزها فرنسا وتشاد وعمان كما هو ايضا ممثل السودان في مجمع الموسيقى العربية اذ اختارته اليونسكو ليمثل السودان كما انه تخرج على يديه مجموعة من طلاب كلية الموسيقى والدراما التي عمل بها استاذا للموسيقى.
مثواه الأخير
شيع الفنان عثمان مصطفى إلى مثواه الأخير بمقابر الرميلة؛ وحضر التشييع مجموعة كبيرة من الفنانين كان ابرزهم ابو عركي البخيت؛ سيف الجامعة؛ عمر احساس؛ والدكتور محمد سيف الرئيس السابق لاتحاد المهن الموسيقية و الموسيقار محمد عجاج والماحي سليمان وآخرين.