لم يكشف الوالي محمد عيسي عليو ، فقط عن قلة حيلته وعجزه في ادارة ولاية غنية مثل شرق دارفور .. وهو يقول ان الولاية لاتملك (15) مليما .. دعكم من (15) مليون دولار مديونيات الشركة التركية العاملة في مجال الكهرباء.
بل كشف عن فشل حكومة المركز في التعاطي مع قضايا الولايات عالية الحساسية .. وعن انكفاء المركز في المساحة الممتدة من شارع النيل وربما حتى جبرة والصحافات جنوبا .. في كل يوم تثبت الحكومة انها ميته وليست بالحية .. لا تشعر بآلام وانين الولايات.
وانها (كفيفة) لا (تبصر) مشاكل من هم خارج الخرطوم .. انظروا لكسلا الجريحة .. والتي تتلوى من داء (الاحتقان القبلي).. وتصرخ من اوجاع الاهمال جراء غياب الوالي .. وتنتحب والاسى يحرق (حشا) رجالها قبل نسائها، وشبابها يقتلون نهارا جهارا.
لا حمدوك يكفكف دموعهم .. ولا قيادات الحرية والتغيير تواسيهم في مصائبهم .. أما ولاية الثغر فلم تعد باسمة.. ومهرجانات السياحة اصبحت في الماضي.. ومن يجتر الذكرى الجميلة كأنه تجرع سما زعاف .. والميناء يشهد تدهورا مريعا وبخطة جهنمية من خارج الحدود.
وحتى الخرطوم أصبحت منسية .. البؤس يظهر في شوارعها أكثر من انسانها .. والصفوف في كل مكان على مد البصر .. رغم انف التطبيع وتمويل واشنطن .. وواليها ليته يصمت ، يتربص بالقوات النظامية ويحرض الشارع ضدها وهو رئيس لجنة الأمن.
عندما يعجز ولاة الحكومة الانتقالية فانهم يصرخون مثل عليو .. أو يغرقون في عالمهم الخاص مثل والي شمال دارفور .. وهو يحتضن زوجته .. ويباهي بذلك في مواقع التواصل .. تبا للفيسبوك.
أو مثل والي سنار الذي يطوع القانون و(يقلع) تقاوي القمح من آلاف المزارعين ويدمر الموسم الشتوي .. او شبيه والي بحر ابيض ولسان حاله لمن يشكو غلاء الخبز (بلاش قلة أدب) أو كوال اصبح ريموت كنترول الولاية بيد أهل بيته .. أو ذلك الوالي الذي جاء بابنه ذراعا له.
ان اهمال رئيس الوزراء للولايات ليس وليدا .. كم وكم من ولاية لم يزرها.. أو يقف عن قرب على اوضاعها.
الدولة تفقد هيبتها عندما يهرب مسؤوليها من تحمل المسؤولية كاملة .. أو عندما لايتقاسمون الهموم مع الولاة .. عندما يكشف والي مثل عليو ان المركز يتجاهله فذاك يعني ان شرق دارفور واهلها (في ستين).
تباعد (المسافات) بين المركز و (الولايات) أصبح واضحا للعيان.. المركز مشغول بالنوع و (النساء) وشرق دارفور تعاني ازمة (الكهرباء) .. الولايات تريد قفة (ملاح) .. والمركز في دوامة مع ود مناع، (صلاح).
المركز ممثل في ولاء البوشي ترك (الشباب) .. وحصر الرياضة في صراع مع (الجد) شداد.. فات على الحكومة ان بركان الغضب على النظام السابق انفجر من الولايات.
لاعلاقة للسودان بالمدمرة كول ومع ذلك عوضت الحكومة الضحايا ب (72) مليون دولار .. ولا عزاء للولايات.
لا تعاني الحكومة من العوز وانعدام المال كما يعتقد عليو .. بل تفتقر للرؤية والارادة.. والعزيمة وربما المروءة.