يتابع السودانيون عن كثب، السباق الانتخابي الأمريكي، والسبب في ذلك تقاطع مصالحهم بصورة مباشرة ساكن البيت الأبيض الجديد.
ويتساءل السودانيون عن مصير الخطى التي سارها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في طريق إزالة السودان من قائمة الإرهاب، لا سيما في ظل تقدم غريمه الديمقراطي جو بايدن.
عن حظوظ السودان في الإزالة من القائمة السوداء، وتأثير الانتخابات الأمريكية على هذا المسعى أجرينا حواراً قصيراً مع الدكتور الصادق خلف الله، رئيس مجلس أمناء معهد همتي دمتي الامريكي
فإلى أبرز الإفادات:
حوار: شادية سيد احمد
بداية وباعتبارك خبير في الشان السوداني الاميركي ماهي قرائتك للخطوة التي قامت بها الإدارة الأميركية تجاه شطب السودان من قائمة الإرهاب؟
- الإدارة الامريكية تأخرت كثيرًا في أتخاذ قرار بشأن السودان من الناحية الاقتصادية و السياسية. مشروع قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الذي لم يكتمل بعد، قرار تأخر كثيراً وكان من المفترض يحدث مع بداية الثورة والآن مضي قرابة العامين ولم يأخذ القرار رسمياً إلى اليوم، رغم التصريحات الصادرة من الإدارة الامريكية.
هل كان متوقع رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب في هذا التوقيت؟ خاصة وانك توقعت قبل اليوم بعودة العلاقات السودانية الأميركية؟
- للأسف الشديد القرار إلى الان لم يصدر بشأنه أمر تنفيذي واضح، ولم يطبق، وتوقعي بعودة العلاقات الامريكية ودخول امريكا المعترك السوداني يختلف تماماً عن تغيُر السياسة الامريكية نحو السودان بشكل جدي، والميزان إلى الآن لصالح امريكا وليس السودان.
في تقديرك كم من الوقت يحتاجه السودان للاستفادة من ثمرات رفع اسمه من قائمة الإرهاب؟
- المجتمع الدولي والمؤسسات الأمريكية الخاصة لا تتجاوب فورياً مع مثل هذه القرارات السياسية، و يحتاج السودان كثير من الوقت بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب ليجني ثمارًا حقيقية. مثال لذلك رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية في يناير ٢٠١٧، و بعد مرور أكثر من 3 أعوام لا يوجد لذلك أثر في الحياة الاقتصادية السودان، ولا توجد إلا شركات أمريكية محدودة دخلت البلاد.
هل كان التطبيع مع إسرائيل شرطاً لمغادرة السودان لقائمة الإرهاب؟
- بالتأكيد ارتبط القرار الذي لم يكتمل قانونياً إلى الآن بالانتخابات الامريكية وبالتطبيع مع اسرائيل، رغم نفي الحكومة السودانية لذلك. الربط بين الملفين واضح لاي متابع للاحداث والتوقيت.
ما الفائدة التي يجنيها السودان من التطبيع مع إسرائيل؟
- قرار التطبيع مع اسرائيل هو قرار سياسي في المقام الأول إذا اتفقنا او اختلفنا عليه، ربما تكون له مستقبلياً آثار اقتصادية إن استخدم السودان العلاقة ووظفها توظيفاً صحيحاً.
ماذا سيحدث إن غادر ترامب البيت الأبيض؟
- امريكا دولة مؤسسات. وقرارات واتفاقيات الإدارات المختلفة تعد التزاماً سياسياً لا يمكن التراجع عنه إلا في حالات محددة، كإتفاق إيران الذي وقعه اوباما و تراجع عنه ترمب. و لكن هذا لا يمنع بمغادرة ترمب سيكون التحرك ابطئ في الملف.
هل سترضي الإدارة الأميركية عن السودان في حال عدم التطبيع مع إسرائيل؟
- بالتأكيد لا، سواء عاد ترمب أو جاء بايدن. أمريكا لها التزام مقنن ومعروف نحو إسرائيل منذ قيامها. الإدارات المختلفة تضع التطبيع ومساعدة اسرائيل من اولوياتها.
هل يمكن أن تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها برفع العقوبات في حال أي توتر بين الخرطوم وواشنطن؟
- كل شئ جائز في السياسة الامريكية، حدث التراجع في اتفاقية ايران الذي ابرمها اوباما و تراجع عنها ترمب. لكن السودان حالة خاصة، ومع وجود حكومة ثورة والتغييرات الأهلية يصعب علي امريكا التراجع عن قراراتها نحو السودان.
كيف تنظر لمستقبل العلاقات السودانية الأميركية؟
- اعتقد أن امريكا لديها رغبة حقيقة في تجاوز الماضي تعتبر السودان دولة مهمة في المحيط الافريقي وأيضا في محاربة الإرهاب، بالاضافة لقبول السودان للتطبيع مع إسرائيل، كل هذه خطوات مشجعة للتعاون مع السودان و دفع العلاقة للامام.