عبد القادر سالم: «أنا فنان قومي ودخلت برلمان النظام السابق لخدمة قضايا الفن والفنانين»
ترشح لولاية جديدة باتحاد المهن الموسيقية
الخرطوم : رندة بخاري
أعلن الفنان الدكتور عبد القادر سالم، استجابته لضغوطات مورست عليه من قبل بعض الأعضاء للترشح لدورة جديدة في رئاسة اتحاد المهن الموسيقية.
يأتي ذلك في أعقاب أحاديث عن عزوف الرجل في الترشح، رغبة منه في التفرغ لتوثيق تجربته الغنائية التي جاء العمل الإدراي خصما عليها.
بيد أن أصوات سرت، بأن سالم قد تأثر بموقف عضوية الاتحاد المؤيدة لتحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم، حيث ترفض ترشحه بصورة قاطعة، لكونه فنان محسوب على النظام السابق، وعضو في برلماناته.
هذا الجدل السياسي يدفعنا لتتبع مسيرة سالم، وتقاطعات السياسي مع الفني في ثناياها، بالطبع بجانب قضية الترشح لولاية جديدة في قمة الاتحاد.
من الهواية إلى الاحتراف
الفنان عبد القادر سالم من مواليد مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان في العام 1946. وهو مطرب وملحن عُرف وأشتهر على مستوى السودان منذ عام 1971 اذ جاء قاصداً الخرطوم من أجل الارتقاء بفنه من مستوى الهواية إلى مصاف الاحتراف، وساعده في بداياته مجموعة من الفنانين أبرزهم أبوعركي البخيت والفنان الراحل خليل إسماعيل وغيرهم من الفنانين.
إنتاجه الفني
حصيلة إنتاج سالم الفنية تجاوز الأربعين أغنية بمكتبة الاذاعة السودانية، وكذلك التلفزيون. وعرف عنه اهتمامه بالأغنية الكردفانية، حد نيله درجة الدكتوراة عن أطروحته “الأنماط الغنائية بإقليم كردفان ودور المؤثرات البيئية في تشكيلها”، سبقها بنيله درجة الماجستير بأطروحة “الغناء والموسيقى لدى قبيلة الهبانية بجنوب كردفان”.
مشاركاته العالمية
الدكتور عبد القادر سالم يعتبر من المطربين القلائل الذين لهم سهم وافر في المشاركات الخارجية وحقق نجومية عبر مشاركته في عدد من المهرجانات الأوروبية، إذ اعتلى مسارح مجموعة من الدول هي “فرنسا، إنجلترا، أسبانيا، هولندا، السويد، النوريج، بلجيكا، سويسرا، إيطاليا، الدنمارك، اليونان، فنلندا، إيسلندا، النمسا”.
كذلك له مشاركات في كل من “الكويت، نيجيريا، شاد، اليمن، ليبيا، تونس، الجزائر، جيبوتي، اليابان، ماليزيا، كوريا الجنوبية”، فيما تعتبر اخر مشاركاته في مهرجان للسلام في برشلونة عام 2004.
ضغوط
(النورس نيوز) سالت الفنان نجم الدين الفاضل نائبه في الدورة الماضية عن الأسباب التي افضت إلى تراجع عبد القادر سالم عن عزوفه عن الرئاسة والترشح لدورة جديدة على رأس الاتحاد.
الفاضل أجابنا بقوله: بدايةً لا يوجد من هو أصلح من عبد القادر لهذا المنصب الذي لم يترشح له أحد طوال أيام انعقاد الجمعية العمومية في الأسبوعين الماضيين.
وأضاف: وفقاً للقانون كان سيتم تزكية أحد الأعضاء، ولكن ما حدث أننا مارسنا ضغوط كبيرة على سالم من أجل الترشح مجدداً، وبعد عدد من اللقاءات نجحنا في اقناعه ومن ثم سحب الاستمارة وملأها، وهي الآن بطرف مسجل الجماعات كما يقتضي القانون.
ونوه إلى أن يوم الاحد المقبل سيشهد الاعلان عن اسمه كرئيس لدورة جديدة كما سيتم تكوين المكتب التنفيذي للاتحاد، وبعدها يبدأ الاعضاء الجدد في مزاولة نشاطهم.
وواصل نجم الدين: عملت في الدورة الماضية مع الصديق عبد القادر فهو رجل (هميم) ومحبوب لدي كل الفنانين الذين يجمعون على أنه هو الأصلح والأنفع، كما عُرف عنه تفقده لكل الفنانين والوقوف بجوارهم في كل الظروف.
التفرغ لمشروعي الفني
(النورس نيوز) هاتفت الفنان عبد القادر سالم وسألته عن تحول موقفه من الرفض الي القبول فقال: في حقيقة الأمر تعرضت إلى ضغوط كبيرة من قبل أعضاء الاتحاد، ومجموعة من الأصدقاء، بعد عدم وجود مرشح لمنصب الرئيس، على الأقل حتى (الثلاثاء)، وفي نهاية الامر استسلمت وقبلت الترشح مجددًا اكراماً لهم، ومن ثم المواصلة في المشروعات التي بدأناها في الدورة الماضية، وتأثرت بكل أسف بجائحة كورونا، وتوقف الانشطة الثقافية والفنية.
ورفض سالم الاحاديث التي يطلقها البعض حول انتمائه لحزب المعزول البشير، قائلاً: (أنا فنان قومي، وسأظل كذلك، ودخولي البرلمان السابق كان لخدمة قضايا الفن والفنانين).
نافياً تلقيه طلباً من مكون الحرية والتغيير لعدم الترشح لهذه الدورة، وقال إن رفضه في البداية كان لأجل التفرغ لمشروعه الفني، مذكراً بأنه استجاب أخيراً لاصرار وضغوط الأصدقاء والزملاء بضرورة الترشح، رغم مقاومته الشديدة.