آراء و مقالات

علي كل- الموت ارحم لهم ياحمدوك!!- محمد.عبدالقادر

السودان

انصح حكومتنا الرشيدة بعدم الاقدام علي اية خطوة لاغلاق البلاد او تقييد حركة المواطنين جراء ارتفاع معدلات الاصابة بكرونا في موجتها الثانية .

حسنا أصدر مجلس الوزراء امس الاول توضيحا حول الموجة الجديدة لجائحة كورونا، وما تبعها من شائعات تتحدث عن اتجاه الحكومة لإغلاق البلاد من جديد.
المجلس قال في تصريح صحفي انه ينفي هذه الشائعات والأخبار المتداولة، واكد أن اللجنة العليا للطوارئ الصحية هي الجهة الوحيدة المعنية بالقرارات والإجراءات الخاصة بهذا الوباء وكيفية التعامل معه ودرء آثاره حيث انها تُصدر هذه الجهة أي قرارات جديدة في هذا الخصوص.

البيان بالطبع ترك الباب مواربا امام صدور قرارات محتملة للتعامل مع الموجة الثانية من كورونا التي اختارت ان تبدا هذه المرة ببعض الكوادر العاملة في مجلس الوزراء ومن داخل مكتب الدكتور عبدالله حمدوك – نتمني لهم الشفاء العاجل..
الشارع يعلم ان الحكومة التي فشلت بامتياز حتي الان تسعي للتعلق باي سبب لتجميد الحياة العامة المجمدة اصلا هربا من مواجهة التزاماتها تجاه المواطنين، لذا فان اي اتجاه لتحميل الامر اكثر مما يحتمل سيكون بمثابة محاولة للهروب من استحقاقات حكم الناس.
الاوضاع الراهنة تنذر بانفجار الشارع الذي يبحث عن الخلاص الان من اوضاع غاية في السوء رتبتها حزمة من السياسات الغبية التي انخذها الحكام الجدد.
هذا الشعب اخرجه من يقودون البلاد لان الانقاذ كانت تنتوي زيادة قطعة الخبز الي جنيهين ، وهاهو يبحث اليوم عن الرغيفة بعشرين جنيه ولايجدها، نعم ذات الذين يحكموننا الان قادوا ثورة في العام 2013 كان وقودها رفع الدعم عن الوقود الذي طبقته حكومة البشير انذاك فاذا هم يفعلون ذات الشئ الان مرتين خلال عام واحد، الانقاذ كذلك اقدمت علي ذات الفعل مرتين ولكن خلال ثلاثين عاما.

تري هل تبقي من حياء يستر وجوه هؤلاء وهم يفشلون في كل شئ، ويرتبون الماساة تلو الاخري علي شعب كتب عليه ان يعيش بقية عمره في الصفوف ويتجرع سم الازمات التي تتنوع و تقتله الان .

ثم لنسأل حكومتنا لماذا تريد اغلاق البلاد ، واهل ابقت حياة عامة يتحرك في فضائها الناس بعد سلسلة من الاجراءات القاسية التي رتبت اوضاعا ماساوية علي المواطنين .

نطمئن الحكومة ونبلغها ان العام الدراسي مجمد وان ابناءنا دخلوا في العام الثاني دون ان تستشعر الدولة وحكامها الغريبين جدا اية مسؤولية تجاه مستقبلهم الضائع.

السياسات الرعناء ابقت كذلك الاف الطلاب في منازلهم بعد ان جففوا مدارسهم وصادروها بسبب فش الغبينة مع فلان او بدواعي شبهة انتمائه للنظام السابق، يفعلون ذلك دون ان يعنيهم مستقبل الطلاب الذين يسددون للاسف ثمن الغبائن السباسية من اعمارهم وسنواتهم التي تضيع .. ولا احد يسال او يهتم.

ننبه الحكام الي ان زيادة اسعار الوقود وندرته حتمت علي الجميع البقاء في منازلهم بعد ان طارت تعريفة المواصلات ووصلت الي اسعار قياسية، هل تعلم الحكومة ان تعرفة الطالب الواحد من والي المنزل في اقل الخطوط تصل الي خمسمائة جنيه يوميا خلاف وجبة الافطار وبقية المصروفات، هل يعلمون ان وصول ابناءنا للجامعات اصبح امرا غير ميسورا البتة مع ارتفاع تكاليف
الترحيل من الجامعة للمنازل.

ولتعلم حكومتنا ان شعبنا ترك السفر بين الولايات اصلا بسبب انعدام الوقود والزيادة الباهظة في التذاكر التي باتت تحتاج الي تمويل اصغر بالنسبة للفرد الواحد، هل يعلمون ان المشوار داخل مناطق بالخرطوم يكلف ملايين الجنيهات.

بعد المدارس والسفر الداخلي والخارجي ترك شعبنا العلاج، قيمة الدخول الي المشافي الخاصة قد تضطر المواطن لبيع ممتلكاته العزيزة، دمار شامل حاق بالمستشفيات الحكومية، لاقدرة للناس الان علي شراء الادوية المعدومة اصلا بعد ان تضاعفت اسعارها بنسبة 500% مع التوفعات بزيادات جديدة.

لا تغلقوا البلد يا سيد حمدوك ولربما ابرمت الكورونا موعدا مع الموت الذي بات مرغوبا للكثير من ابناء هذا الشعب الصابر بعد ان عزت الحياة واستحالت مع استمرار الضغوط الحياتية المتواصلة، للاسف كل ما يحدث الان ادي وسيؤدي لحدوث كوارث اجتماعية وامنية لن يعلم مداها الي الله.. لا تغلقوا البلد دعوا الشعب يموت فالله ارحم عليه منكم..

صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *