ثمة اتفاق على ان وزارة الثقافة هي الحلقة الاضعف في الحكومة الانتقالية كما كانت قبل ثلاثين عام الاضعف ايضا في حكم الانقاذ الشمولي اذ توقع كل المبدعين على اختلاف ضروبهم الابداعية على ان الثقافة في السودان الجديد ستجد الاولوية من قبل المدنيين والعسكريين لكن تزيل امرها اولوياتهم في ظل انشغالهم بالخطاب السياسي.
الخرطوم : رندة بخاري
حالة من الإحباط
دخل مبدعين كُثر في حالة من الإحباط بسبب أهمال الحكومة الانتقالية لقضاياهم، التي لم تبارح مكانها منذ عهد النظام البائد لتنتقل ذات القضايا في العهد الجديد، مع اختلاف الحكم والاشخاص وظلت وزارة الثقافة متمثلة في وزيرها فيصل محمد صالح، على حد قول الكثيرين منهم مشغولة بالإعلام ومهملة الثقافة، الشاعر الغنائي المعروف تاج السر عباس في حديثه مع (النورس نيوز) اكّد على أنّ مبدعين كُثر أصابهم الإحباط من تجاهل وزارة الثقافة، لهم فلا فعاليات ثقافية ولا مهرجانات لتحريك ساكن حركة الفنون، عموما واضاف “في تقديري أنّ فيصل وزير ضعيف فشل في ادارة الشأن الثقافي لذلك قررت انا ومجموعة من الاصدقاء أنّ نتأمل واقع الحال لنرى ماذا سيحدث”.
وعود تذهب أدراج الرياح
مساعد الأمين العام لاتحاد فن الغناء الشعبي، صديق نقد الله تحدث عن عجز وزارة الثقافة، من واقع أزمة الاتحاد الذي فشل الوزير لحلها ومن ثم تطاولت الأزمة وتجاوز عمرها الخمسة اشهر ونيف وقال نقد الله :طرقنا باب الوزارة لأكثر من مرة وحصيلة زياراتنا وعود تذهب ادراج الرياح، اما الفنان عوض الكريم عبدالله ذهب في ذات الاتجاه اذ انه واعضاء كثر بالاتحاد متضررين من بقاء الفنان محمود علي الحاج على سدة عرش الاتحاد فالرجل كما اشار الينا عوض الكريم يخترق الفانون على مراي ومسمع من وزارة الثقافة واردف (محمود لا يهاب الوزارة ولا وزيرها ) والا لما رفض استلام خطاب المستشار القانوني لوزارة الثقافة ومع ذلك يصمت فيصل ووكيل وزارته
وزارة ضعيفة للغاية
الفنان ابو عركي البخيت الذي توقف عن الغناء في عهد النظام البائد ولم يعد اليه الا بعد ان سقط النظام في ابريل والبخيت تجاهل وزارة الثقافة للمبدعين قادته الي رفض المشاركة في حفل توقيع اتفاقية السلام بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان وحتي يوم امس ظل يحدث عن تهميش الفنون على وجه العموم وهذا ما اكده للنورس نيوز الشاعر الغنائي عبد الوهاب هلاوي الذي قال لنا حول موضوعنا مثار النقاش وزارة الثقافة ضعيفة للغاية بالرغم ان للمثقفين السودانيين والمبدعين كان لهم دور فاعل قبل وبعد الثورة مع الاخذ بالاعتبار ان اهل الابداع والثقافة عانوا طوال الثلاثين عام الماضية من التهميش والظلم والمحاربة والفقر لذلك كنا نحلم بان يتغير الحال لكنهم في الحكومة الانتقالية انشغلوا بالخطاب السياسي اكثر من الثقافي ووزيرها فيصل رجل شاعر وكان قريب من اهل الابداع ما قبل الثورة لكن الان بعيد عنهم ولا توجد لدية رؤية لقيادة الثقافة في هذه المرحلة التي حوجه الناس فيها الي الثقافة مثل حوجتهم الي الخبز
خيبت امال المثقفين
المخرج المسرحي حاتم محمد علي قال للنورس نيوز بعد مضي أكثر من عام اعتقد ان وزارة الثقافة والإعلام لم تقدم ما يشرف الحياة الجديدة في السودان ويمكن القول أن انها اي الوزارة خيًبت امال المثقفين والحياة الثقافية على كافة الأصعدة.. صحيح أن الإغلاق بسبب الكورونا خصم كثيرا من التطلعات الا ان ذلك وبعد انقضاء فترة الإغلاق كشف عن غياب رؤيا القائمين على الأمر لتقديم ابسط ما يمكن أن يحرك حالة الموات الثقافي وذلك بسبب حالة الجمود من قادة الوزارة تجاه تقديم مبادرات او التقاط ما يقدم لهم .
تتأكد فرضيتي بأن الوزارة لم تشهد اي تغيير على المستوي الإداري والهيكلي وكذلك ظلت ازرعها جامدة و ساكنة وللأسف ليس هناك ما يبشر بالجديد حيث ان الوزير ووكليه (الوزارة الوحيدة التي تحظى بوكيلين) منفصلين تماما عن القاعدة وبالتالي عن الحياة الثقافية، فقد أضاعوا فرصا تاريخية كان يمكن ان تكون تتويجا لثورة عظيمة.