الفاشر : النورس نيوز
كتب والي شمال دارفور محمد عربي، قائلا :”تحدثت امس الاول صباحا مع معالي وزير الطاقة المكلف حول حصص الولاية من الوقود، ووقود الكهرباء. شاهدت حلقة مساء نفس اليوم بتلفزيون السودان استضافت فى حوار البناء الوطني معالي وزير الطاقة المكلف ، وكيل التعدين ووكيل النفط حول الازمة الشاملة للوقود و الغاز بكافة ولايات السودان . صباح الخميس استقبلنا بمشارف مدينة نيالا معالي والي الولاية وطوال الطريق الى مقر الملتقى التنسيقي تجاذبنا اطراف الشكوى من الوقود و الكهرباء والخبز ، وقد كان مدهشا له اننا حافظنا حتى الان على سعر الرغيفة بجنيهين و نصف”
وأضاف”نتابع يوميا الشكاوي من قلة محطات خدمة الوقود المتاحة للتزود ، ومن سوء معاملة الالية ، وتصلنا شكاوي تحمل اتهامات صريحة بالرشى و التحيز ، و ببيع الوقود خارج المحطات باسعار كبيرة . فى حديثنا مع معالي الوزير شرح اسباب الندرة فى عجز وزارة المالية الاتحادية عن توفير التمويل اللازم لتفريغ الوقود من البواخر الراسية بميناء بورتسودان. قال ان الحكومة تشتري الوقود و تعيد بيعه للمواطن بخمس سعره الحقيقى وهى مسافة واسعة فى الحقيقة تجعل من دعم الوقود سببا اساسيا فى ندرته ، وقد كان راينا واضحا ان سعر الوقود فى السوق الموازي اعلى من السعر العالمى الحر ، وانه بالنسبة للمواطن هنا الافضل ان يكون الوقود متوفرا بسعره الحقيقي بدلا من ندرته التى تصل للعدم ووفقا لرواية معاليه علمت ان عدد من الولايات تحدثت بذات اللغة مع وزارة الطاقة”
وتابع :رغم ازمة الوقود وندرته وضعنا على راس اولويات الحكومة توفير الكهرباء ، ونحن نتابع مع شركة التوليد يوميا وقود الكهرباء وطوال ايام نجحنا بتعاون وكلاء التوزيع و شرطة التموين فى توفير الوقود للكهرباء و نلتزم بهذه الاولوية الي حين حل المشكلة نهائيا . رغم توفر الوقود هناك عجز فى التوليد يتطلب تخفيض خط واحد على الاقل يوميا ، ومع ان انتاج الكهرباء مسئولية اتحادية نعمل على سد هذا العجز سواء بزيادة الانتاج الحراري او توفير بطاريات لتخزين الطاقة المنتجة نهارا من محطة الطاقة الشمسية التى من الممكن ان تغطي العجز كاملا بطاقتها الحالية”
ونوه إلى ان هناك حالة يرثى لها من الفقر بالولاية . قبل ثلاث اسابيع وجدت سيدات يشكين الجوع فى الشارع العام . منذ قدومي الولاية عملت بجهد وجد مع ديوان الزكاة لمواجهة الفقر ، كذلك وزارة الرعاية الاجتماعية ، ومع اننا نوزع مواد تموينية و احيانا نقود بصورة مباشرة ، اعتقد ان الولاية بحاجة لمكافحة مؤسسية للفقر ، و لجهود ملموسة فى تخفيف اعباء المعيشة ، وفى هذا السياق تعمل ادارة التعاون بوزارة المالية على اكمال شروط وزارة التجارة للاستفادة من برنامج سلعتي حيث تم اكمال ٩٦ جمعية تعاونية وقد وجهت بالشروع فورا فى اكمال ترتيبات استفادة الجمعيات المذكورة من هذا البرنامج .
واضاف”نحن نتفهم تزاحم الاولويات . الصحة ، الكهرباء ، الخبز ، الطرق ونتفهم ايضا الاعتراضات الديمقراطية الناتجة عن الاختلاف السياسي مع توجهات الحكومة . هذه الاولويات فى مرتبة واحدة ولا تأتي احداهن فى مقدمة اهتمامنا ، ولننجز فى هذه الملفات نهتم بتشكيل فريق عمل فعال و مبادر و مهني و قيادي . فى مجال الصحة غزتنا الحميات باسماءها ، وفى ظل شح المخصص لاستيراد الادوية ليست هناك ادوية لمعالجة الملاريا الا بالمشتشفيات مما يشكل ضغطا كبيرا على المخزون ، ويشكل صعوبة فى الحصول عليها . ايضا هذه الندرة جعلت ضعاف النفوس يستثمرون فى المعاناة فقد تم القبض على عدد من المتعاملين فى بيع دواء الحكومة المجاني بصيدليات و اماكن اخرى لتقديم الخدمات الطبية .
نحن لسنا جزيرة معزولة عن السودان ، وما نعاني منه هو معاناة شعبنا هذه الايام التي نثق انها ايام صعبة ستمر ، فاعراض الانتقال كثيرة ومؤلمة ، نتحملها تحت تباشير السلام ونثق اننا لن نهدر فرصة السلام و الانتقال الديمقراطي لصالح اجندة التهميش و الاقصاء ونثق ان الفجر يلوح وانا بلادنا بالعمل و الامل ستنتصر فى معركتها ضد الظلام.”