بورتسودان: صديق رمضان
بعد ان شهدت أمس يوما عاصفا كانت حصيلته 9 قتلى وعشرون مصابا ،استيقظت مدينة بورتسودان بشرق السودان اليوم علي وقع الاحداث الدامية بمدينة كسلا التي شهدت مواكبا احتجاجية ضد قرار رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك الذي قضي باعفاء والي كسلا صالح عمار من منصبه.
في بورتسودان فان الاوضاع اليوم بدأت هادئة بعد ان شهدت أمس مواجهات دامية توفي علي اثرها ست مواطنين بمدينة سواكن جنوب حاضرة الولاية ،فيما تعرض عدد من المواطنين لاصابات متفاوتة بعضها خطيرة،واستنأفت اليوم حركة البصات السياحية التي تقل الركاب من بورتسودان الي عدد من مدن السودان حيث تم تفويجها عبر الشرطة بعد ان شهدت امس توقف جزئي.
وكانت منطقة الشاحنات التي تقع جنوب مدينة بورتسودان قد شهدت مواجهات بين المتظاهرين الغاضبون والقوات النظامية التي استعملت الغاز المسيل للدموع لفتح الطريق القومي الذي وضع فيه المحتجون متاريس .
وانتقلت الاحداث اليوم الي مدينة كسلا التي تبعد حوالي 500 كيلو جنوب ولاية البحر الاحمر،حيث خرج الآف المواطنين من انصار الوالي المقال صالح عمار ونظموا مهرجانا خطابيا بميدان الجمهورية استنكر خلاله المتحدثون قرار رئيس مجلس الوزراء وصبوا جام غضبهم علي الحكومة المركزية.
غير ان الاحداث بكسلا اليوم شهدت تحول درامتيكيا لم يكن متوقعا حينما حدثت اشتباكات بين المتظاهرين والقوات النظامية ،وعلي اثر ذلك وبحسب مصادر طبية فقد توفي سته مواطنين ونظاميا يتبع لقوات الدعم السريع،فيما اصيب 23 مواطنا حتي الساعة الثانية من مساء اليوم.
وبذلك فان عدد القتلي يرتفع امس ببورتسودان واليوم بكسلا إلى 13 فيما اصيب 43 مواطنا .
ويشهد شرق السودان منذ شهر يناير مواجهات بين عدد من المكونات الاجتماعية بسبب خلافات سياسية حول مسار الشرق باتفاقية جوبا، ومن ثم تباينت الاراء حول تعيين والي كسلا المقال أخيرا صالح عمار .
وأبدي عدد من المواطنين الذين تحدثوا لموقع (النورس نيوز) بمدينة بورتسودان اليوم مخاوفهم من دخول الاقليم في مواجهات مسلحة بين المكونات الاجتماعية،وطالبوا الحكومة المركزية التعامل مع ملف الشرق بحكمة وموضوعية لأن بات بمثابة قنبلة مؤقوته قابله للإنفجار .