تداولت وسائل التواصل الإجتماعى بكثافة يوم أمس خبر توقف عربة وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح جوار صيدلية كمبال وحمل معه أربعة من عشرات المئات من المواطنيين الذين يقضون الساعات الطوال تحت أشعة الشمس الحارقة فى إنتظار وسيلة مواصلات تقلهم من وإلى أماكن عملهم لمدة خمسة أيام فى الإسبوع ومن خلال سياق الخبر فإن سائق العربة الذى أفصح عن هويته للذين حملهم معه وكشف لهم عن إسمه ووصفه الدستورى مما يدل على أن وزير الثقافة والإعلام (زول كيسو فاضى) وأن هنالك أربعة مواطنين لا يعرفون وزير الثقافة والإعلام لكنه أراد أن يفصح عن هويته من أجل الشوفينية والمظاهر مع العلم أن هناك عشرات الآلاف من أصحاب المركبات الملاكى يقومون بتوصيل المواطنيين يومياً ومن دون ضوضاء ولا يطلبون جزاءً أو شكوراً وحتى لا نذهب بعيدا فقد ظل المواطن حسن أحمد الذى يسكن الحاج يوسف المايقوما يواظب على عملية توصيل جيرانه ومعارفه لأكثر من ثلاثين عاما من دون توقف ويشهد على ذلك مواطنى مربع (٩) المايقوما وغيرهم كثر
وما قام به المواطن فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام لا يستحق كل هذه الضجة وهى حق وليس مكرمة وأن العربة المظللة التى حمل بها فيصل الأربعة مواطنين لم يأت بها من بيت أمه وأبيه إنما هى ملك للشعب السودانى وأن الوقود المعبأ بها من خزينة الدولة وأن فيصل يتمتع بمخصصات منصبه على حساب الواقفين تحت الشمس والكادحين والغلابى من أبناء الشعب وماذا يعنى لو أنه حمل معه أربعة مواطنين من الخرطوم إلى كوبر فهل يكون قد خرق الأرض أو بلغ الجبال طولا لكن تكبر فى عين الصغير الصغائر ولو لا زحمة المواصلات التى تتسبب فيها حكومة فيصل لما وجد فيصل هذه الزحمة حتى يمتن عليهم وطالما أنهم يقفون بالموقف فإنهم يملكون ما يوصلهم إلى بيوتهم لكن عجز الحكومة عن توفير الوقود خلق هذه الأزمة التى تعيشها البلاد
وعندما تم تشكيل الحكومة الإنتقالية وتم تعيين فيصل محمد صالح وزيراً للثقافة والإعلام لم يكن المواطن يتوقع من فيصل والناطق الرسمى بإسم الحكومة أن يكتفى هذا الفيصل بترديد ما يدور فى إجتماعات مجلس الوزراء بصورة ببغائية من دون أن يتحدث عن المعاناة التى يعيشها المواطن ويعجز لسان فيصل أن ينحاز للوطن والمواطن فى ظل الإحباط الذى يعيشه المواطن والغلاء الطاحن الذى يؤرق الصغار قبل الكبار فيما تحتفى وتحتفل الأسافير بأن فيصل قام بتوصيل أربعة مواطنين من الخرطوم الى كوبر وقد عجز فيصل أن يتحدث عن تأخير نتائج لجنة نبيل أديب بشأن فض الإعتصام وصمت تماما وهو لسان الحكومة عن حق الشهداء وتدثر بثوب السياسية وتوارى خلف زجاج سيارته المظلل ونسى حتى شعارات الثورة التى جاءت به وزيرا ولم يعد فيصل هو ذاك الفيصل الذى كان يفترش الأرض مع الثوار أيام الإعتصام فى المنطقة الواقعة جنوب مفوضية العون الإنسان ملتقى أعضاء شبكة الصحفيين السودانيين أيام الإعتصام وأظنه قد صدق بأنه وزير مثله مثل عمر الحاج موسى وعلى شمو ومهدى إبراهيم وغيرهم من الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة
وبما أن المعجزات قد إنتهت قبل ألف وأربعمائة عام إلا أن ما قام به الوزير فيصل يتجاوز معالم وملامح الكرامات ويصل مرحلة المعجزات بأن يقف فيصل الوزير فى الشارع العام ويقوم بترحيل أربعة من المواطنيين الغبش ويتم نشر هذه السابقة كخبر فى بعض الوسائط وعلى الوزير فيصل أن يقوم بأخذ صور سيلفى فى المرات القادمة مع المواطنيين الذين يقوم بتوصيلهم ليكون الحدث أكبر والمعجزة تكون ذات أثر أكبر تتناقله الأجيال القادمة مثلما تناقلت أن الذئب يرعى إلى جوار الغنم فى عهد عمر بن عبدالعزيز عموما ستكون معجزة فيصل حديث المجالس لسنوات قادمة وتصبح مثلا فى المرؤة والشهامة وعمل الخير ويبقى السؤال ماذا سيكون الحال لو أن المواطن فيصل ذهب ووقف فى صف الخبر أو صف الوقود وشارك المواطنيين معاناتهم التى يعانونها يوميا كما زعم رئيس الوزراء*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
عندما كان فيصل صغيرا كان الوطن عملاقا حين يذهب رئيس مجلس الوزراء إسماعيل الأزهرى للمشاركة فى زواج إبن خفير وعندما أصبح فيصل كبيرا ووزيرا أصبح الوطن صغيرا وقزما ورفض رئيس الوزراء مقابلة حاضنته السياسية لإستلام مذكرة إحتجاج وأصبح فيصل من أوائل المحتفين بتلقى الإعانات والإغاثة بمطار الخرطوم
ربــــــــع شــــــــوكــة
(يا فيصل ما تصرر الجماعة بى بعرهم)
yassir.mahmoud71@gmail.com