أول مرة أقرا تحليلا مهنيا رصينا لموضوع التطبيع مع إسرائيل فى الحوار الذى أجرته الزميلة مريم ابشر مع السفير علي يوسف فى صحيفة الصيحة بتاريخ الاثنين 12 اكتوبر 2020 .
السفير الدكتور علي يوسف وأحد من أفضل الدبلوماسيين الذين مروا على وزارة الخارجية
وكنت محظوظا أن زرت دولة جنوب أفريقيا عندما كان سفيرا هناك .شاركت فى أسبوع السفراء العرب فى مدينة بريتوريا بجنوب افريقيا ،ضمن وفد ثقافي كان من بينه الصديقين الفنان التشكيلي الدكتور رشد دياب و الموسيقار الدكتور الفاتح حسين .كانت الزيارة قبل انفصال الجنوب وكان السفير على يوسف حزينا ومهموما بانفصال الجنوب حسب توقعاته التى صدقت .
هنا فى جنوب افريقيا تعرفت على المعنى الحقيقى لمعنى كلمة سفير .
السفير على يوسف كان يتميز بالهمة العالية والروح الوطنية الوثابة . يتعامل مع المنصب بجدية .
فى اناقته وحسن بيانه وحديثه وتاثيره الواسع فى الدولة التى يمثل فيها السودان .
لمست ذلك فى الحفاوة التى وجدناها من وزارة الثقافة بجنوب افريقيا ومجموعة السفراء العرب الذين كان السفير على يوسف نجما بينهم .
حرصت على اجراء حوار معه فى مكتبه بمقر السفارة السودانية فى بريتوريا لصالح مجلة حواس ، سالته عن مواصفات الدبلوماسي فقال لي ( قصة أن يقول الدبلوماسي كلاما منمقا ويلتزم بخطاب هادئ تغيرت الدبلوماسية تقتضى المواجهة فى كثير من الاحيان
ثم داعبنى قائلا انت يا طارق عاوز تبقى دبلوماسي ولا شنو بتسأل كتير كده عن الدبلوماسية ) قلت له لو لم اكن صحفيا لوددت ان أكون دبلوماسيا … ضحكنا وشربنا القهوة ثم رجعنا لهموم الانفصال والوطن .
كنت قد وثقت للرحلة فى جريدة الصحافة وعبرت عن حبى لمدينة بريتوريا وشجرة الجاكرندا البنفسجية التى سحرتنى وقلت اننا لم نلتزم بتعليمات السفارة السودانية المكتوبة التى حذرتنا فى تدهور الوضع الامنى فى المدينة ومنها عدم فتح زجاج السيارات فى اشارات المرور وقلت هذا جمال لايمكن ان تضع بينك وبينه حاجزا زجاجيا .
استغرب جدا أن يظل رجل فى قامة السفير علي يوسف خارج أروقة وزارة الخارجية والوطن يحتاج لخبرته وهمته وروعته .