جنرال البحرية..مهمة نزع “اللغم ” قبل إنفجاره

السودان

الخرطوم : صديق رمضان

عندما إنزلقت الأوضاع الأمنية بمنطقة “فتابرنو” بشمال دارفور ومناطق أخرى بولايات دارفور؛ لم تجد الحكومة السودانية غير إبتعاث جنرال يجيد لغة أهل تلك المناطق حتى لو أختاروا الصمت سبيلا للتعبير عن مشاعرهم ،وبالفعل فقد أنجز وبجانبه قائد ثاني الدعم السريع المهمة على أكمل وجه، فمنذ زيارتهما تلك فان الأوضاع بالولاية الرملية الجبلية ظلت تشهد إستقرارا إمنيا كاملا؛ لأن زيارة الخمسة ايام كانت كافية لتضميد الجراح.

ومجددا فان على الجنرال حزم حقائبه والتوجه شرقا لأطفاء حريق أخر أشد ضراوة من الذي أشتعل بشمال دارفور فالسنة لهبه رفعت من حرارة الاجواء بالعاصمة المتوجسه من حريق يقضي على أخضر الشرق ويابسه ،فولاية البحر الأحمر ظلت منذ فترة ليست بالقصرة على سطح صفيح ساخن ،وأختارت الخرطوم ذات الجنرال الذي توجه غربا قبل شهرين لنزع فتيل أزمة اندلعت شرقا ووضعت وحدة الوطن على المحك.

وإختياره لم يأتي من فراغ فمثلما أسهم إنحدار أصوله من شمال دارفور في تقريب شقة الخلاف بين الفرقاء بفتا برنو وكتم ،فانه أيضا له علاقة بالشرق ،فقد عمل فيها ردحا من الزمن بل يعد أحد أبرز الجنرالات الذين تولوا قيادة القوات البحرية ذات التاريخ ناصع البياض في إعتصام القيادة العامة الذي لولا أن غزاه الغزاة في صبح حزين لكان أعظم تجمع بشري أحتجاجي في التاريخ .

والمهمة التي أوكلها مجلس الأمن والدفاع للفريق ركن مهندس إبراهيم جابر تمثلت في الإعداد للمؤتمر التشاوري لشرق السودان،غير أن تسارع وتيرة الأحداث بالولاية الساحلية التي كانت قبل سنوات في مثل هذه الايام تتجمل للابتسام امام زوارها السواح ،دفعت المجلس السيادي إلى إستعجال إبتعاث الجنرال إلى بورتسودان حتى يتمكن من تهيئة الأجواء وإزالة حدة الاحتقان وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها قبل إنعقاد المؤتمر التشاوري .

نظريا تبدو مهمة خريجة هندسة الخرطوم بالغة الصعوبة من واقع تمسك المجلس الأعلى لنظارات البجا بمطالبه وأبرزها إلغاء مسار الشرق ،غير أنه وإستنادا على الترحاب الذي حظى به تكليفه في الشرق فان مهمتة ربما تكلل بالنجاح رغم العقبات التي يتوقع أن تعتريها في جلسات التفاوض واللقاءات التي سيعقدها .

وفي هذا الصدد يقول الصحفي بصحيفة الإنتباهة آدم محمد أحمد؛ إن الجنرال أبراهيم جابر يتمتع بامكانيات عالية في التفاوض والتحاور ، ويمتاز باجادة الإنصات والهدوء، ويلفت ادم الذي رافق وفد الفريق ركن جابر إلى شمال دارفور قبل شهرين أن الرجل مثله وسائر الدارفوريين يمتاز بالحكمة المقرونة بالشفافية اذا أستدعي الأمر ، مبينا انه شكل ثنائيا فريدا مع قائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم حميدتي في تلك الزيارة ،ويتوقع ادم في حديث (للنورس نيوز) ان ينجح اللواء جابر في نزع فتيل الأزمة بالشرق رغم التعقيدات الشائكة بالاقليم ،ويعتبر الصحفي الشاب ادم تمتع الجنرال بالحيادية التامة من أهم عوامل نجاحه المتوقع في مهمته.

والفريق ركن ابراهيم جابر الذي تولي رئاسة اللجنة الإقتصادية بالمجلس العسكري عقب ثورة ابريل بخلاف صفته العسكرية فانه خريج جامعة الخرطوم كلية الهندسة “ميكانيكا ” ،وفي كلمته امام جمع من الحضور في ورشة صناعة الطيران بالسودان التي قامها (موقع النورس نيوز) أخيرا فان جابر قدم محاضره عميقة في الإقتصاد دفعت المستشار الاعلامي لشركة تاركو للطيران عثمان النصيح بوصفه “بالضابط المتمكن “،فالجنرال يومها أدهش الحضور بغزارة معلوماته وتشخيصه الدقيق للأزمة السودان .

وحينما يحط رحاله بمطار بورتسودان فانه سيجد نفسه أمام تحد شائك يحتم عليه إستدعاء كل خبراته في التفاوض وزخيرته من الحكمة الدارفورية وصبر رجال البحرية حتي يتمكن من نزع لغم في وسط المالح اذا انفجر فانه ربما يبتر جزء من اطراف وطن فقد قبل تسعة أعوام جزء مؤثر من جسده ولكنه مايزال ينبض ،والقبول الذي وجده تكليفه يعد الهواء الذي سيدفع مركبه في بحر متلاطم الأمواج ،ومعروف ان أهل الشرق اذا منحوا ثقتهم لمسئول وتيقنوا من صدقه وحياديته لن يجعلوا الماء يتسرب إلى مركبه ليغرقها.

Exit mobile version