يتنحى بعد ثلاثة أيام، الأخ العزيز الأستاذ ضياء الدين بلال، من رئاسة تحرير “السوداني”، التي قاد دفتها منذ عشر سنوات..
قرار الابتعاد من رئاسة التحرير ظل بلال يتحدث عنه قبل نحو سنتين، معتقداً أنه قدم ما يعرف ويستطيع ومؤمناً أن المقعد يستحقه بعد هذه السنوات شخصاُ آخر، بطموحٍ جديد، وتحدٍ مختلف.
هذا الإحساس، ليس بغريبٍ على شخص خلق لنفسه أسلوباً مختلفاً في إدارة الصحافة فوضع بصمةً واضحة لا ينكرها إلا مكابر.
كثير من المواد المتميزة أو تلك التي حازت على جوائز، جاءت بمقترحات وتكليفات منه..
كان يترك مساحات لمبادرات الصحفي واجتهاداته، ويقتحمها لإعطاء تكليفاته..
لم يتوانَ يوماً في إكساب الصحفيين مصادر مختلفة بل ويخلق لهم صلات معرفة ترفع من قدر أعمالهم المهنية.
كان مختلفاً في إدارته وطريقة اجتماعاته، يأتيهم سعيداً راضياً وكذلك غاضباً عابساً..
يُعلن عن حوافز للصحفيين إن كانت المواد متميزة، ويُعلن عن خصومات من المرتبات بطريقة عشوائية..
هدوئه لا يسعد، وحدته لا تغضب، هكذا هو، يهمه التجويد أولاً وأخيراً..
يطلب ضياء ليلاً مواداً جديدة مختلفة عن التي صممت ولا يهمه مُطلقاً انزعاج الجميع فهمه القارئ..
يسهم في تأخير الصحيفة لساعاتٍ طويلة لتغيير مادة أو انتظار خبر..
لا أذكر أن صحفياً التحق بـ(السوداني)، لم يجد دعماً ونُصحاً وإشادةَ من ضياء الدين بلال..
قدم غالب الصحفيين المنتمين لهذه المؤسسة إلى الرأي العام بطريقة محترفة عبر أخبار وتقارير وحوارات نوعية، ثم داعماً ومشيداً لهم أمام القراء.
قدراته وكفاءته وتأهيله كانت معيناً له في قيادة (السوداني) مع نخبة مميزة من الصحفيين والإداريين، أصبحت الصحيفة على إثر ذلك من أكثر الصحف توزيعاً وانتشاراً ونجاحاً على مدى سنوات طويلة.
كان اختلاف الرأي معه شيئاً طبيعياً ومعتاداً، لكنه يحفظ مساحات الرأي والإنسانية والعمل بكل تقديرٍ واحترام.
سيتفرغ ضياء الدين بلال لأعمال صحفية وإعلامية جديدة، لكنه باقٍ كرئيس مجلس إدارة للمؤسسة.
وسيقود (السوداني) ابنها المحبوب والمميز والخلوق عطاف محمد مختار ليمضي بها بإذن الله كما كانت ناجحة.
ويستمر مديرها العام الأستاذ القدير والهميم والكفؤ حاتم عبد الغفار في إبقائها حية وسط انهيار سوق الصحف عامةً في الوضع الحالي..
أما جمال الوالي ناشر السوداني ومالكها، فسيظل كما كان دوماً معطاءً وسنداً قوياً لها ولمن فيها.
اضف تعليقك