علي كل _ ضحايا الخبز.. استحوا ايها الحكام؟!! محمد عبدالقادر

لا يمر يوم الا ونسمع عن سقوط شهيد في صفوف الخبز، لا اذكر ان جاءتنا من العالم بكل ماسيه وحروبه اخبار موت من ساحة الافران. المخابز اماكن مصممة بالضرورة لتلمس اسباب الحياة وبيع سلعة ( العيش) فما بالها تدفع بابناء شعبي للموت في عهد فجعنا اول ما فعل في شعاراته ووعوده وكان قادته وناشطوه لم ينادوا بالخروج عن البشير بسبب زيادة اسعار الخبز.
عزت الرغيفة، وانقطعت المياه والكهرباء وسجلنا للاسف اطول صفوف للوقود في العالم وانعدم الغاز وارتفعت اسعار السلع علي نحو قياسي التهم كل مداخيل الشعب السوداني (الفضل) .
لا اعتقد ان بلادنا وفي اسوا حالاتها مرت بهذا الوضع المزري الذي رتبته ازمة الرغيف الطاحنة، لم نتوقع يوما ان يكون نداء المؤذنين في المساجد ( الصلاة خير من الخبز)، فقد ودع ابناء شعبي النوم وبت تراهم منذ الثانية صباحا يتراصون في الصفوف شيبا وشبابا نساء واطفالا قبل ان يغادروها وفي ملامحهم حسرة وفي عيونهم اسف علي ما ال اليه حال البلد منصرفين للاقتران بصف اخر في محطة الوقود او مراكز بيع الغاز.
لهفي عليهم اطفال صغار بات همهم اليومي وهدفهم في الحياة الحصول علي رغيفة ،وجعي علي (امهاتنا المشلخات) اللواتي خاصمن النوم وافترشن ساحات الافران يقضين جل يومهن في التزاحم بالمناكب املا في حل يعصمهن من ارتياد مجاهيل البدائل التي لايحتملها جيبهن ولا واقعهن الاقتصادي، اسفي علي الاباء وقد هدهم السهر والكد اليومي في سبيل الحصول علي لقمة عيش تستر الحال وتطعم الصغار، حزني علي من عبروا الي الضفة الاخري وماتوا في ساحات الافران وهم يبحثون عن ( العيش).. الذي لم يعد كريما باي حال من الاحوال.
يحدث ما يحدث في الافران يموت الناس ويجوعون وحكومة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء لا تحرك ساكنا و مدني عباس مدني يرفض الاستقالة ، والفريق اول البرهان غارق بمجلسه السيادي في بحث التطبيع والاحتفالات مع الحركات في جوبا، تري هل يقوي هؤلاء علي النوم بينما الشعب في الشوارع يداهمه الموت علي صفوف الخبز والوقود.
المؤسف انه رغم بلوغ الوضع مرحلة الكارثة وتجاوزه لدرجة الخطر والماساة الا انك لا تستشعر ان هنالك حراك لايجاد حلول تنهي ازمة الخبز الاخذة في التفاقم.
اتقوا الله ايها الحكام ، لماذا تتشبثون بحكم مواطن تسومونه كل هذا العذاب، هل تستطيعون النوم ، وماذا ستقولون لربكم يوم الحساب، ماذا يعني الفشل ان لم يكن ما يحدث الان في صفوف الرغيف، كيف ستواجهون شعبكم الذي تخليتم عنه في مثل هذه الظروف وتركتموه نهبا للازمات والصفوف، الا تعلمون ان الناس يموتون في صفوف العيش وان اللقمة عزت علي السواد الاعظم من الشعب، لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
صحيفة اليوم التالي