الفنان محمد النصري ..كلام الليل يمحوه النهار
ثمة اتفاق ان الوصول الي القمة طريق شائك وكثيرا ما يجد سالكه المصاعب على جنباته، إلى ان يصل الى ما يصبو اليه، بيد انه في الوقت ذاته قد تكن رحلة الهبوط أكثر كلفة من الصعود فالبقاء أعلى القمة لا يكن سهلا، وحديثنا هذا ربما ينطبق على فنان الطنبور محمد النصري الذي اعتلى أعلى سفح اغاني الطنبور وحجز لنفسه مقعدا وثيرا قبل ان تهب رياح ثورة ديسمبر التي لم يشارك فيها فكان ان انقلب عليه جمهوره الذي سانده في مشواره إلى ان اصبح المطرب الأول في تلك السوح الغنائية فقرر اعتزال غناء المسارح لحين اشعار اخر وفي اخر حوار تلفزيوني مع الصحفي ضياء الدين بلال حلف باغلظ الايمان انه لن يعود لسوح الغناء عبر المسارح مرة اخرى.
الخرطوم : رندة بخاري
جنية طراده
كانت صرخة ميلاد الفنان محمد النصري في العام 1947 في بيت من بيوت القرير لأسرة تتنفس الشعر حيث كان والده شاعر وكذلك جده وخاله فكانت تلك النشأة المتفردة تنبي بميلاد فنان فكان ان سرى حب الطنبور في اوردته وهو لازال يافعا منتقلا بين القرير ومروي ونوري ومن زاملوه في مدرسة مروي الابتدائية، قالوا انه كان ملحن الاناشيد الاول بالفصل وفنان الجمعيات الادبية كل تلك الاشياء مجتمعة جعلت له مكانة خاصة في لقب استاذه ابراهيم ود الحسين الذي كان يعبر عن اعجابه به بطريقة مختلفة وهي ان ( يدس له في جيبه طراده ) كلما صدح بلحن جديد .
بين الكفر والوتر
في مدرسة كريمة الثانوية كانت ميول النصري نحو الكفر وكثيرا ما يسدد في مرمي الخصم اهداف لا تحصى غير ان روح الفنان لم تغب عنه لحظة وله مقوله لخص فيها حبه للغناء والكورة حيث قال ( انا اصلا كورتي ما انفصلت عن طنبوري ) حيث كان يهرب من معسكر فريق المدرسة لأحياء حفل وبسب هروبه ذاك اجلسه المدرب على دكة الاحتياط.
ممكن انسى
مشوار النصري تواصل بين مد وجزر إلى ان حط برحاله بالخرطوم حيث قدمه برنامج نادي الطنبور للجمهور والنصري الذي حمل اول البوماته الغنائية عنوان ( ممكن انسى ) الذي طرحه في العام 1999 ثم توالت البوماته واحد تلو الاخر وكان كلما سئل عن احد تلك الالبومات يقل ( لسه اجمل اغنياتي لم تأتي بعد واسعى دوما للأجمل ) بيد ان مقولة تلك تتنافي اليوم مع قرار النصري المتمثل في توقفه عن الغناء في المسارح العامة.
بيان الفنان محمد النصري
لغظ كبير اثاره خبر اعتزال الفنان محمد النصري منذ عامين نيف ووقف كثيرين ما بين مصدق ومكذب واخرين اعتبروا ان اعتزال النصري لحفلات المسارح هو نتاج طبيعي لخوفه من غضبة الجمهور الذي اسهم في صناعته وخزله عندما لم ينحاز للثورة السودانية ووقف موقف المتفرج وبعد ان حققت النجاح اصبح الحكم على المبدعين على اختلاف ضروبهم يقاس بالمشاركة في الثورة فوجد النصري نفسه امام خيار لا ثاني له وقتها وهو اخراجه لبيان وورد فيه ان ذاك :
إلى كل الخلصاء
بعد التحيات والأمنيات الطيبة
لا أود الخوض في حديث كثير الآن ، ولم أكن أنوي التعليق على أي موضوع في الوقت الراهن ولكن مجريات الأحداث تجبر أحيانا وفعلا يستحق الكثير من الأوفياء ان يتسامى الإنسان فوق جراحه ويوضح لهم ما يلزم التوضيح أولا خبر صحيفة الصدى هو صحيح فقط ينقص العنوان التوضيح الكافي فأنا فعلا لا أفكر في العودة إلى الغناء ( في مسارح الحفلات الجماهيرية ) مع الاعتذار للجميع والعشم في تفهُّم القرار .
اود توصيل الشكر والتقدير للأخ المصادم الشجاع محمد سيد احمد الجاكومي رئيس كيان الشمال علي حديثه الطيب وثقته الكبيرة في شخصي وهو أشهر من يصدح بكلمة الحق تحت أي ظروف ولا يخشي فيها لومة لائم حبيب كان أو عدو وهو من أجدر المتحدثين عن الراحل المقيم حميد فهو شاهد علي عصرنا كما انه يتمتع بالثقافة الكافية التي تجعله يقرأ ويستوعب ما يخطه حميد وقد وعدته بمحاولة المشاركة في احتفال الكيان والذي يشرفني انني من مؤسسيه رفقة الراحل حميد .
وجد الكثير من المغرضين الفرصة في صمتنا وبثوا سمومهم في استغلال مخجل لسكوتنا والذي له ما بعده .
بعضهم معذور بحكم صغر السن والانتماءات الضيقة والجهل وهؤلاء مكانهم في خاطرنا سلة المحذوفات إلى أن يكبروا .
ولكن ماذا نقول عندما نقرأ تجريح وأكاذيب من شريحة محددة من مجتمعنا مجموعة لا يمكن ان يكون اتفاقهم علي التجريح مجرد صدفة فهناك أمر انا أدركه وانا مجبور علي التطرق له الآن يدعون انهم شعراء وهم أبعد ما يكونوا عن نظم القصيد
الأخ وجدي تبوري ( سا سقت وفترت على منزلنا بأشعارك قبل ان تغترب أشعارك التي تؤمن بها وتريدنا ان نشاركك الإيمان بها عنوة ولم تفهم اننا لا نجامل في الاختيار وان كنت لبيباً لفهمت قبل الإغتراب ان شعرك لا يلزمنا و لا يلزم مستمعنا الذواق الذي تكرهه الآن (سنعود يوم)
ابن البلد وجاري خالد عبد النبي من حقك ان تكره ولكن ليس من حقك الكذب والادعاء بأننا ننتمي إلى حزب محدد وانت أعلم الناس بالمبدأ الذي نسلكه وارشيف كتاباتك الإيجابية عننا موجود عندك . بحديثك عن ميلاد فنان بسبب التلميع انت تطعن في المستمع وانت من أوائل المستمعين المعجبين بشخصنا الضعيف ونرجو ان تشرع في تلميع أحدهم ان كان حديثك صحيحا حتي نثري الساحة
قائمة المتشاعرين الحانقين علينا طويلة ونصفكم يعرفهم بقيادة تيسير والشريف
ارجو ان يعذرني من لم يتعود منا مثل هذا الحديث فهناك من يدفن ضميره ويتحدث والعجيب انهم بتحدثون عن حميد وهم لا يجيدون قراءة أشعاره بطريقة صحيحة ناهيك عن فهمها .
أحبائي المخلصين معذرة مرة أخري علي حدة لم نتعود عليها بس نحن في الآخر بشر .
ومعذرة مرة أخرى علي قرار الابتعاد عن المسارح فمعانقتكم عبر المسرح كانت هي حياة قائمة بذاتها عنوانها الصدق والآن بكل الصدق أقول لا أملك أدني رغبة في صعود المسرح وانا أكثر المتألمين من هذا الوضع فرجاء المعذرة والغفران ان كنت مخطئاً
سنتواصل هنا وسيصلكم الجديد ان شا ء الله
دعواتكم بإشراق صباح دائم علي وطننا الحبيب ليطل بعدها الفنان محمد النصري عبر قناة النيل الازرق في برنامج من تقديم رئيس تحرير صحيفة السوداني ضياء الدين بلال اكد خبر اعتزاله لغناء المسارح ولم يحدد سقف زمني للعودة
الانفعال الزائد
قال لنا حول الموضوع مثال نقاشنا وهو الفنان محمد النصري ما بين الاعتزال والتوقف وبعد ان اعلن الاسبوع الماضي وعبر مؤتمر صحفي عودته للغناء قال الشاعر الفاتح ابراهيم بشير :لا اختلاف حول القاعدة الجماهيرية العريضة للفنان محمد النصري الذي اتخذ قبل فترة قرار الابتعاد عن المسارح وفي تقديري ان الامر كان يحتاج إلى معالجة بحكمة وبخطوات وها هو يعود النصري إلى اعتلاء خشاب المسارح قراراه وقتها كان نتيجة الانفعال الزائد خاصة وان وقتها بيانه الذي اخرجه ولم ينال رضا الكثيرين وفي نهاية الامر محمد النصري عاد وعلى ما يبدو عبر خطة مدروسة خاصة وانه فنان الطنبور الاول كما نعتبره ايقونة لنجاح الكثير من الفعاليات
خطة للعودة
الشاعر عوض عبدالله احد رموز اغنية الطنبور قال لنا و قتها أي قبل عامين من الان ان قرار الفنان محمد النصري باعتزال غناء المسارح يعود إلى عدم مشاركته في الثورة السودانية وخوفا من ردة فعل جمهوره في حال اقام حفل جماهيري واضاف عبدالله بقوله في تقديري ان القرار غير مناسب لكنه على حد قوله انه قرار مؤقت وعلى ما يبدو ان لدية خطة سيتخذها للعودة وحديث الشاعر عوض عبدالله تأكد بصورة عملية اذ ان النصري عاد قبل جائحة كرونا للحفلات وقال وقتها انه نزل عند رغبة الجمهور واعلنها عبر مؤتمره الصحفي امس الاول وقال انه سيعود للحفلات وشكر كل من وقف معه ودعمه
اواجه اوجاع
النصري قال في المؤتمر الصحفي ان الاسباب التي افضت إلى ابتعاده شخصية وليست هروب من أي التزامات مؤكدا ان العودة إلى الغناء لتجديد ذاته مشددا على ان طوال غيابه لم يكن يذكر كملة اعتزال وانما توقف واوجاعه على حد قوله كانت كثيرة طوال العامين الماضيين لكن الان شفي منها رافضا في الوقت ذاته تخوينه تجاه القضايا الوطنية وقال
لا اعتقد أن هنالك من يحتاج لتوصية في شأن يخص القضايا الوطنية لكن لكل شخص حساباته ونظرته الخاصة ولو بحث شخص عن ما “يزل” به النصري في شأن تقصيره عن البلد لن يجد واردف بقوله ان السبب وراء عودته هو اشتياقه لجمهوره والوقوف على خشبة المسرح واشار ايضا إلى هناك شخصيات لم يسميها كانت السبب في عودته للغناء
مع الإعتراف له بالصوت الجميل الرائع، لكن موضوع الغناء والموسيقى يرجع الأمر لمشروعيتهما أو عدمه لنصوص الشريعة، وشكرا