علي كل _ المؤتمر الاقتصادي.. (دفن الليل)!! _ محمد عبدالقادر
ماكان التخطيط في شئ الا زانه ، وما خلا من امر الا هزمه وشانه، بح صوتنا من الدعوة لوضع استراتيجيات اقتصادية تخرج ببلادنا من دوامة التجريب المستمر منذ فجر الاستقلال والذي لم يورثنا الا الدمار واستمرار مسلسل الانهيار.
تابعنا خلال الايام الماضية انعقاد المؤتمر الاقتصادي القومي والذي امه خلق كثير لوضع خارطة طريق تتجاوز بنا الراهن المازوم في الاقتصاد ومعاش الناس، وبالنظر الي ان ملف الاقتصاد هو المهدد الاول لاستقرار الفترة الانتقالية.
تابعت امس وقبله خلو اطروحات المؤتمر من اية افكار خارج صندوق العك المزمن و لاحظت ارتفاع النبرة الثورية علي حساب الاسئلة الواقعية حتي ان ممثل اتحاد اصحاب العمل مجتبي خلف الله وخلال الافتتاح رحب برئيس الوزراء عبدالله حمدوك والضيوف والوزراء واعضاء مجلس السيادة ولم يفعل ذلك مع الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والذي كان يجلس الي جانب رئيس الوزراء، سبقه كذلك دكتور محمد خطاب ممثل قوي الحربة والتغيير والذي تجاهل الترحيب بالبرهان وحمدوك علي الرغم من احتفائه بالجميع، هذان المسلكان يبعثان علي الاحساس بان اطراف الملعب السياسي لم تدخل المؤتمر وهي علي قلب رجل واحد.
حديث الفريق البرهان كان اكثر مباشرة وملامسة وهو يتحدث عن معاناة المواطن وبلوغه مرحلة صعبة من المعاناة جراء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية قبل ان يطالب باقرار استراتيجية طويلة المدي لادارة الشان الاقتصادي بالبلاد، البرهان كان اكثر وضوحا في تاكيده علي أن الاقتصاد بلغ ذروة الأنهيار محذرا من التأخر في البحث عن العلاج، والابتعاد عن المسكنات المؤقتة.
استمر التصويب خلال جلسات المؤتمر خارج ( التختة)، ومن عجب ان المؤتمر الذي خصص للاقتصاد بحث كل شي حتي (الاغتصاب) لكنه لم يخرج بجملة مفيدة تعالج واقع محمد احمد المنهك بالفواتير والمحاصر بالازمات والصفوف.
السبب في تقديري ان اختيار المشاركين لم يكن موفقا، ساحة المؤتمر تحولت الي منصة لاستعراض العضلات الثورية ، وتلميع المواقف النضالية بعيدا عن اي محتوي يخاطب اس القضية التي تداعي لها الناس.
لاحظت انه وعلي الرغم من تخصيص المؤتمر لمعالجة الازمة الاقتصادية الا ان طريقة التفاعل من قبل المشاركين لم ترتق الي خطورة الموقف الراهن ، اذ خلت المداولات من اية رؤية اسعافية للتعامل مع الواقع الذي يتدهور كل يوم.
يخيل للمستمع ان المتحدثين يديرون مؤتمرا لوضع استراتيجية بلد اخر غير السودان، ليس هنالك ثمة خطاب ينصح القوم بالمثل السوداني المعروف ( الجفلن خلهن اقرعوا الواقفات) ..، ومن خلال ما تم من تداول تحدث فيه الناس عن كل شئ الا الاقتصاد فان المضمون مازال يدور في حلقة الافادات المكرور ة والاكلشيهات المحفوظة، اجترار الماضي ثم تذكير بمجدنا التليد ودوران في زحمة المشكلات دون تقديم مقترحات لحلول غير مسبوقة مع كثير من الهرج والمرج الذي صاحب مداخلات المتحدثين.
المازق الحقيقي الذي جعل الاوراق مكتوبة بمداد الخجل يتمثل في محاولة اهل الحكم العبور فوق الازمات الحالية عبر اقناع الاخرين بانهم يخططون للمستقبل بينما الحاضر المنهار اولي بالمعالجات الاسعافية.
قبل (قوي الحرية والتغيير ) استبد الغرور بحكومة الانقاذ التي كانت تغفل نصائحنا القائلة بان الاسواق اخطر عليها من احزاب المعارضة والحركات المسلحة، اهملت الانقاذ اوضاع اقتصادية قاسية كتبت نهايتها في لحظة انفجار لم تقراه قرون استشعار الدولة المخدرة بالسلطة والمغشوشة بصولجان ظنوه لن ينتهي الي ان يرث الله الارض ومن عليها.
كتبناها للنظام السابق قبل ان يسقط باشهر معدودات (ما يحدث في الاسواق الان سيقود حتما الي كوارث محققة، ارتفاع الاسعار بلا ضوابط ومعايير يمهد الطريق الي توطين (الجوع) في ظل ضعف الرواتب وعدم وجود سيولة في جيوب المواطنين، وغياب للحكومة والقوانين والاجراءات التي تتناسب مع الاوضاع الاقتصادية الخطيرة) .
وقتها كان الاسوا من الازمة الاقتصادية، غياب الحلول المعبرة عن احساس حقيقي بمعاناة الناس، والانكأ من كل ذلك عدم وجود افق لانهاء المشكلات وغياب القرارات الكبيرة المفضية الي وضع حد نهائي لوجع المعيشة اليومي..
لا اعتقد ان المؤتمر الاقتصادي وبالفوضي التي شهدناها سيسفر عن جديد ( لو بدها تمطر كان غيمت) ، اضاعت الحكومة فرصة تاريخية لتداعي اقتصادي غير مسبوق بعد الثورة وملات القاعة باسماء لن تضيف جديدا يعالج احوالنا المازومة، فهنيئا لساقية جحا المزيد من القواديس التي ( تشيل من البحر وتكب في البحر) ، ولا عزاء لمحمد احمد المسكين فما حدث في قاعة الصداقة اشبه ب(دفن الليل اب كراعن برة)..
صحيفة اليوم التالي