الأمين العام لحزب الأمة، الواثق البرير لـ«النورس نيوز»: ”توجد أكثر من حكومة تدير البلاد حالياً“
حاوره : صديق رمضان
قال الأمين العام لحزب الأمة القومي، الواثق البرير، إن الائتلاف الحاكم، تعامل مع تحذيراتهم المبكرة عن ازدياد الأزمات في البلاد بلا جدية. مشيراً إلى أن ذلك يكشف عجز المجلس المركزي للحرية والتغيير في مواجهة التحديات.
واصفاً مشروع العقد الاجتماعي الذي طرحه الحزب بأنه كان بمثابة خارطة الطريق التي تسهم في مضي الفترة الانتقالية بسلاسة حتى نهايتها.
وفي المساحة التالية نستعرض إجابات البرير علي أسئلة النورس نيوز :
الإحباط يسيطر علي المواطنين إثر استمرار الضائقة الاقتصادية.. في الحرية والتغيير تتحملوا المسئولية كاملة؟
- حزب الأمة أول من دقّ ناقوس الخطر، وحذر قبل ستة أشهر من العثرات التي تعتري طريق الفترة الانتقالية. وأشرنا بوضوح إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تواجه المواطن ستمضي في تعقيد، ولم نطلق رأينا ذلك من مرتكزات انطباعية بل استناداً علي قراءة عميقة للواقع ومالأته.
ولكنكم اكتفيتم فقط بالتحذير، وهو بالتأكيد لا يعني إعفاؤكم من المسوؤلية؟
لا.. لم نكتفْ بالتحذير ودق ناقوس الخطر وحسب، بل تحدثنا كثيراً ونبهنا إلى أن المماحكات السياسية ستنعكس سلباً على معاش المواطن، وظللنا ندعو إلى التعامل بجدية مع الأزمات، ولكن لم ينصت ألينا أحد.
- تحدثنا بوضوح عن عدم مقدرة المجلس المركزي للحرية والتغيير على إدارة التحديات التي تواجه الفترة الانتقالية، وحينما لم نجدْ استجابة لم يكن أمامنا غير تجميد نشاطنا في الحرية والتغيير احتجاجاً علي الطريقة التي يدار بها التحالف، وتعامله مع الأزمات التي تواجه الوطن والمواطن.
لكن الشاهد في الأمر، أن تجميد نشاطكم كان بسبب عدم التوافق علي مشروع العقد الاجتماعي الذي تقدمتم به؟
- لأن حزب الأمة كما أشرت آنفاً قرأ الواقع جيداً، قدّم مشروع العقد الاجتماعي الذي كان بمثابة خارطة الطريق للخروج من الأزمات، والتحسب لما هو آت منها. وما جاء في ثناياه كان سيجنبنا الكثير من التحديات الحالية مثل: الابتزاز الذي تتعرض له البلاد بسبب التطبيع، لأنه أوضح كل ما يتعلق بملف العلاقات الخارجية حتى لا يحدث شد وجذب وتباين في الآراء مثل الذي نواجهه في الوقت الراهن.
هناك من يصف حزب الأمة القومي بأنه تحول إلى خميرة عكننة؟
- نعم. يعتقد بعض السياسيين أننا خميرة عكننة، ولكن هذا الأمر غير صحيح، ولا علاقة له البتة بحقائق الأشياء التي تؤكد حرص الحزب علي أن تمضي الفترة الانتقالية بكل سلاسة إلى نهايتها.حينما دفعنا بمشروع العقد الاجتماعي كان نتاج لتمحيص دقيق للواقع شخصنا من خلاله الأزمات، ووضعنا الحلول، وكان ذلك قبل ستة أشهر، وكل ما تنبأنا به قد حدث، وهذا يعني أن رؤية الحزب ثاقبة. والغريب في الأمر أن كل قوى الحرية والتغيير وحينما اطلعت علي مشروع العقد الاجتماعي أشادت واقتنعت به تماما غير أنها لم تتحمس لتطبيقه علي أرض الواقع.
أشرت إلى أن توقعاتكم قد تجسدت علي ارض الواقع، ماذا تعني؟
- اشرنا في العقد الاجتماعي قبل ستة أشهر إلى قضايا مثل السلام والعلاقات الخارجية والأزمة الاقتصادية، ورسمنا خارطة طريق مثالية، ولأنه لم يتم الاهتمام بطرحنا،انظر الآن. مخرجات السلام لم تأت بالشكل المطلوب بل يعتبرها البعض معطوبة، وكذلك ما نتعرض له من ابتزاز في ملف العلاقات الخارجية خاصة فيما يتعلق بالتطبيع، أما الأزمة الاقتصادية فان أثارها تبدو شاخصة أمام الجميع.
برأيك أين يكمن الخطأ؟
- اعتقد أن الطريقة المنهجية التي تدار بها البلاد وفقاً للشراكة القائمة تحتاج إلى إعادة صياغة وتفكير جاد في تغييرها لأنها أثبتت حتى الآن فشلاً واضحاً، وإذا لم نتداركها سريعا فإنها ستعرض البلاد للانهيار وحال حدوث ذلك فلن يستطيع حزب إصلاح مالأت ذلك.
وما هو المخرج؟
- لا بد من تكوين جبهة كبيرة من قوي الثورة للتفاكر حول توحيد الجهود والتوافق علي إخراج البلاد من واقعها الحالي لأنه ليس من المنطق أن توجد أكثر من حكومة تدير البلاد حاليا. اعتقد أن ما حدث في المؤتمر الاقتصادي الأخير لم يكن هو المأمول لان إخراجه جاء بعيدا عن العلمية والمنهجية، اعتقد أنه لا بد من التوافق حتى نتمكن من مواجهة الواقع، لأن قوى الردة تريد إعادة البلاد إلى مربع ما قبل ثورة ديسمبر المجيدة، وقيام المؤتمر التأسيسي الذي طالبنا به في ابريل بات ضرورة ملحة.