همس الحروف _ قنابل التصريحات _ الباقر عبد القيوم علي
كثير من الناس لا يميزون بين السلطة السيادية و ممارسة الأعمال الإدارية و التنفيذية .. فالسلطة يلزمها رجل سياسي ضليع ومحنك وهذا هو ما يتطلبه منصب الوزير أما منصب الوكيل فيتطلب فرداً من قدامى الموظفين و المسؤولين الحكومين الذين لهم خبرات في العمل التنفيذي .. إذ يعتبر وكيل الوزارة هو الموظف التنفيذي الأول في وزارته ، وفي أغلب الأحيان يتم اختياره من كبار المدراء و الموظفين الذين يتمتعون بحنكة الإدارة . ويعد هذا المنصب من المناصب القيادية والحساسة في كل الوزارات
في الآونة الأخيرة كثر اللغط و الهرج و المرج من التصريحات غير المسؤولة والتي تعتبر بعيدةً كل البعد من التخصص ، و تصدر من بعض الوزارات وتكون غير محسوبة العواقب على لسان بعض المسؤولين حول بعض القضايا المهمة ، فمثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى كوارث يصعب تداركها فيما بعد، ويحسب صاحب هذا التصريح بأنها درجة من درجات الشفافية ، وبعد ذلك قد يتم التراجع عنها و نفيها والإعتزار منها ، و يمكن ان تكون مقبولة داخلياً ولكنها قطعاً سوف يكون تأثيرها كارثياً في الخارج وخصوصاً إذا كان ذلك يتعلق بموضوع حساس مثل الإقتصاد أو السياسة الخارجية او ما يتعلق بقضايا الجرائم التي يضخمها بعض المسؤولين من أجل زيادة كسبهم الإعلامي الداخلي ولكنها تكون محسوبة على كامل الدولة في الخارج كعملاً إرهابياً مما يضطر بعض الدول إلي التعامل معنا بنفس حدة التصريح*
في الحالة السودانية في بعض الوزارات التي يشغل فيها بعض التنفيذين المحنكين إدارياً و لهم خبرة وافرة في الأعمال التنفيذية او غيرهم من الذين لا يتمتعون بأيه مؤهلات كافيه في بعض الحقب الوزارية و لكن تنقصهم الحنكة السياسية التي يتطلبها منصب الوزير و خصوصاً المكلفين منهم ، إذ نجد في بعض تصرياتهم ما يؤثر في الشان الداخلي و الاخطر من ذلك الشأن الخارجي الذي يكون مربوطاَ بالإقتصاد
من قبل فقد أثرت بعض هذه التصريحات التي تصنف بانها غير مسؤولة على صادر المواشي الذي اضر ضرراً بالغاَ بجسم الإقتصاد المتهالك أصلاً ، وكما قام البعض منها بلفت انظار العالم إلى إحتمالية تنامي بعض المجموعات الإرهابية في السودان على عكس الواقع تماماً.، ولهذا يجب توخي الحذر في أي تصريح يخرج إلى القنوات الإعلامية ان يكون علمياً وشفافاً ويطابق الواقع دون مزايدات او نقيصة ، وكما يجب ان يخرج من المسؤول السياسي الذي يمكنه وضع الامور في نصابها من منظور القالب السياسي .. و عليه يجب ألا تخرج من التنفيذين الذي تنحصر مهامهم في أداء أشغالهم التي قد تصرفهم عن دراسة ما يترتب علي هذه التصريحات سياسياً
في هذه الأيام أكدت بعض المصادر الطبية وفاة العشرات بالولاية الشمالية نتيجة إصابتهم بحمى مجهولة الهوية ، وسط مخاوف من انتشارها كحالة وبائية نتيجة تردي الأوضاع الصحية وتدهور البيئة في المناطق التي تاثرت بموجة الفيضانات التي ضربت معظم السودان خلال الأسابيع الفائتة وقد تضاربت التصريحات حول ماهية هذه الحمى التي يخشى ان تشكل حالة وبائية إذا لم يتم تداركها
ما نخشاه هو التصريحات مجهولة الهوية التي تصدر من بعض مسؤولي وزارة الصحة و قد تكون تصريحات غير مسؤولة أو غير مستندة على اسس علمية مجاراة لواقع الإشاعة الذي سوف يوثر تأثير مباشر علي عافية صادر اللحوم الحية والمذبوحة وكما سيشكل زيادة عبء على المواطنين الذين ترتبط أعمالهم بدول أخري مما سيكلفهم فحوصات إضافية عند السفر حسب ما تطلبه الدول الأخري للتاكد من سلامتهم وخلوهم من الأوبئة التي يخشى ان تنتقل إليهم علاوة علي فحص الكرونا الباهظ التكاليف حسب دخل المواطن السوداني ، بالرغم من ان الحالة قد لا تكون تشكل خطراً وبائياً او تعتبر حالاتها محدودة في أماكن بعينها يمكن محاصرتها من قبل قسم الأوبئة بوزارة الصحة … ولهذا يجب بتر هذه الأصوات التي بدات تصدر منها بعض التصريحات الخطيرة و المضرة التي سوف يكون تأثيرها كارثياً علينا إذا لم يتم إسكاتها قبل وقوع الفأس على الرأس وكما يجب محاسبة كل المتسببين في مثل هذه الكوارث التي تكون بسببها و التي تعرف بانها غير مسؤولة*